رجل : وما للمهاجرين ؟ قال إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أنه تلا هذه الآية فقال : لأن تفضل حسناتي على سيئاتي بمثقال ذرة أحب إلي من الدنيا وما فيها
وأخرج الطيالسي وأحمد ومسلم وابن جرير عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بها في الدنيا فإذا كان يوم القيامة لم تكن له حسنة "
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجه وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان
قال أبو سعيد : فمن شك فليقرأ إن الله لا يظلم مثقال ذرة "
واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال :" يؤتى بالعبد يوم القيامة فينادي مناد على رؤوس الأولين والآخرين : هذا فلان بن فلان من كان له حق فليأت إلى حقه
فيفرح والله المرء أن يدور له الحق على والده أو ولده أو زوجته فيأخذه منه وإن كان صغيرا ومصداق ذلك في كتاب الله فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسألون المؤمنون الآية ١٠١ فيقال له : ائت هؤلاء حقوقهم فيقول : أي رب ومن أين وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقول الله لملائكته : انظروا أعماله الصالحة وأعطوهم منها
فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة : يا ربنا أعطينا كل ذي حق حقه وبقي له مثقال ذرة من حسنة
فيقول للملائكة : ضعفوها لعبدي وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة ومصداق ذلك في كتاب الله إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما أي الجنة يعطيها
وإن فنيت حسناته وبقيت سيئاته قالت الملائكة : إلهنا فنيت حسناته وبقي طالبون كثير
فيقول الله : ضعوا عليه من أوزارهم واكتبوا له كتابا إلى النار "
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وإن تك حسنة وزن ذرة زادت على سيئاته يضاعفها فأما المشرك فيخفف به عنه العذاب ولا يخرج من النار أبدا