ثم نودي في الناس أن الصلاة جامعة فجعلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم طائفتين طائفة مقبلة على العدو يتحدثون وصلى بطائفة ركعتين ثم سلم فانصرفوا فكانوا مكان إخوانهم وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين فكان للنبي صلى الله عليه و سلم أربع ركعات ولكل طائفة ركعتان "
وأخرج البزار وابن جرير والحاكم وصححه عن ابن عباس قال :" خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة له فلقي المشركين بعسفان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه قال بعضهم لبعض : لو حملتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم
فقال قائل منهم : إن لهم صلاة أخرى هي أحب إليهم من أهليهم وأموالهم فاصبروا حتى تحضر فنحمل عليهم جملة
فأنزل الله وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة إلى آخر الآية
وأعلمه بما ائتمر به المشركون فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر وكانوا قبالته في القبلة جعل المسلمين خلفه صفين فكبر فكبروا معه جميعا ثم ركع وركعوا معه جميعا فلما سجد سجد معه الصف الذين يلونه ثم قام الذين خلفهم مقبلون على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من سجوده وقام سجد الصف الثاني ثم قاموا وتأخر الصف الذين يلونه وتقدم الآخرون فكانوا يلون رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما ركع ركعوا معه جميعا ثم رفع فرفعوا معه ثم سجد فسجد معه الذين يلونه وقام الصف الثاني مقبلين على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من سجوده وقعد قعد الذين يلونه وسجد الصف المؤخر ثو قعدوا فسجدوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه و سلم سلم عليهم جميعا فلما نظر إليهم المشركون يسجد بعضهم ويقوم بعض قالوا : لقد أخبروا بما أردنا "
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية الرياحي " أن أبا موسى الأشعري كان بالدار من أصبهان وما بهم يومئذ كبير خوف ولكن أحب أن يعلمهم دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه و سلم فجعلهم صفين
طائفة معها السلاح مقبلة على عدوها وطائفة وراءها فصلى بالذين يلونه ركعة ثم نكصوا على أدبارهم حتى قاموا مقام الآخرين وجاء الآخرون يتخللونهم حتى قاموا وراءه فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلم فقام الذين يلونه والآخرون فصلوا ركعة فسلم بعضهم على بعض فتمت للإمام ركعتان في جماعة وللناس ركعة ركعة "
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد قال :" كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعسفان