فلا يسيرون إلا بإذنه فإذا رجعت السرايا وقد نزل قرآن تعلمه القاعدون من النبي صلى الله عليه و سلم قالوا : إن الله قد أنزل على نبيكم بعدنا قرآنا وقد تعلمناه فتمكث السرايا يتعلمون ما أنزل الله على نبيهم بعدهم ويبعث سرايا أخر فذلك قوله ليتفقهوا في الدين يقول يتعلمون ما أنزل الله على نبيه ويعلمونه السرايا إذا رجعت إليهم لعلهم يحذرون
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة قال : ليست هذه الآية في الجهاد ولكن لما دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم على مضر بالسنين أجدبت بلادهم فكانت القبيلة منهم تقبل بأسرها حتى يحلوا بالمدينة من الجهد ويعتلوا بالإسلام وهم كاذبون فضيقوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وأجهدوهم فأنزل الله تعالى يخبر رسوله صلى الله عليه و سلم أنهم ليسوا بمؤمنين فردهم إلى عشائرهم وحذر قومهم أن يفعلوا فعلهم فذلك قوله ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان المؤمنون يحرضهم على الجهاد إذا بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية خرجوا فيها وتركوا النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة في رقة من الناس فأنزل الله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة أمروا إذ بعث النبي صلى الله عليه و سلم سرية أن تخرج طائفة وتقيم طائفة فيحفظ المقيمون على الذين خرجوا ما أنزل الله من القرآن وما يسن من السنن فإذا رجع إخوانهم أخبروهم بذلك وعلموهم وإذا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتخلف عنه أحد إلا بإذن أو عذر
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة قال : لما نزلت إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما التوبة الآية ٣٩ وما كان لأهل المدينة التوبة الآية ١٢٠ الآية
قال المنافقون : هلك أهل البدو الذين تخلفوا عن محمد صلى الله عليه و سلم ولم يغزوا معه وقد كان ناس خرجوا إلى البدو وإلى قومهم يفقهونهم فأنزل الله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية
ونزلت والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة الشورى الآية ١٦ الآية