وأخرج ابن عساكر عن يونس بن ميسرة قال : مر يحيى بن زكريا على دينار فقال : قبح هذا الوجه يا دينار يا عبد العبيد ومعبد الأحرار
وأخرج البيهقي في سننه عن مجاهد قال : سأل يحيى بن زكريا ربه ؟ قال : رب اجعلني أسلم على ألسنة الناس ولا يقولون في إلا خيرا
فأوحى الله إليه :" يا يحيى لم أجعل هذا لي فكيف أجعله لك ؟ "
وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ثابت البناني قال : بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق من كل شيء فقال له يحيى : ما هذه ؟ ! قال : هذه الشهوات التي أصيب بها بنو آدم
قال له يحيى : هل لي فيها شيء ؟ قال : لا
قال : فهل تصيب مني شيئا ؟ قال : ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة والذكر
قال : هل غيره ؟ قال : لا
قال : لا جرم لا أشبع أبدا
وأخرج ابن عساكر من طريق علي بن زيد بن جدعان عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي قال : كان ملك مات وترك امرأته وابنته فورث ملكه أخوه فأراد أن يتزوج امرأة أخيه فاستشار يحيى بن زكريا في ذلك وكانت الملوك في ذلك الزمان يعلمون بأمر الأنبياء فقال له : لا تتزوجها فإنها بغي فبلغ المرأة ذلك فقالت : ليقتلن يحيى أو ليخرجن من ملكه
فعمدت إلى ابنتها فصيغتها ثم قالت اذهبي إلى عمك عند الملأ فإنه إذا رآك سيدعوك ويجلسك في حجره ويقول : سليني ما شئت فإنك لن تسأليني شيئا إلا أعطيتك فإذا قال لك قولي : فقولي لا أسألك شيئا إلا رأس يحيى وكانت الملوك إذا تكلم أحدهم بشيء على رؤوس الملأ ثم لم يمض له نزع من ملكه
ففعلت ذلك فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه فاختار ملكه فقتله فساخت بأمها الأرض
قال ابن جدعان : فحدثت بهذا الحديث ابن المسيب فقال : أما أخبرك كيف كان قتل زكريا ؟ قلت : لا
قال : إن زكريا حيث قتل ابنه انطلق هاربا منهم واتبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق فدعته إليها فانطوت عليه وبقيت من ثوبه هدبة تلعبها الريح فانطلقوا إلى الشجرة فلم يجدوا أثره عندها فنظروا تلك الهدبة فدعوا المنشار فقطعوا الشجرة فقطعوه فيها
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو قال : التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة