فقالوا : من أنت ؟ قالت : امرأة زكريا
فقالوا فيما بينهم : كنا نرى نبي الله لا يريد الدنيا فإذا هو عنده امرأة من أجمل النساء ثم إنهم رأوه في عمل عند قوم ويعمل لهم حتى إذا حضر غداؤه قرب رغيفين فأكل ولم يدعهم ثم قام فعمل بقية عمله ثم علق خفيه على عنقه والمسحاة والكساء قال : ما حاجتكم ؟ قالوا : قد جئنا لأمر ولقد كاد يغلبنا ما رأينا على ما جئنا له
قال : فهاتوا ؟ قالوا : أتينا منزلك فإذا امرأة جميلة رائعة ! وكنا نرى نبي الله لا يريد الدنيا فقال : إني إنما تزوجت امرأة جميلة رائعة لأكف بها بصري وأحفظ بها فرجي فخرج نبي الله مما قالوا
قالوا : ورأيناك قدمت رغيفين فأكلت ولم تدعنا ؟ ! قال : إن القوم استأجروني على عمل فخشيت أن أضعف عن عملهم ولو أكلتم معي لم يكفني ولم يكفكم فخرج نبي الله مما قالوا
قالوا : ورأيناك وضعت خفيك على عنقك والمسحاة والكساء
فقال : إن هذه الأرض جديدة وكرهت أن أنقل تراب هذه في هذه فخرج نبي الله مما قالوا
قالوا : إن هذا الملك يجور علينا ويظلمنا وقد ائتمرنا لقتاله
قال : أي قوم لا تفعلوا فإن إزالة جبل من أصله أهون من إزالة ملك مؤجل
والله أعلم
الآية ١٦ - ٢٤


الصفحة التالية
Icon