طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
فقال : أطعم يا ابن أخي
قال : ما أنا بالذي أفعل حتى تقول
فشهد بذلك وطعم من طعامه
فبلغ ذلك أبي خلف فاتاه فقال : أصبوت يا عقبة ؟ - وكان خليله - فقال : لا والله ما صبوت
ولكن دخل على رجل فابى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل ان يطعم فشهدت له فطعم
فقال : ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبصق في وجهه
ففعل عقبة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف فاسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ولم يقتل من الاسارى يومئذ غيره "
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال :" كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه و سلم فزجره عقبة بن أبي معيط فنزل ويوم يعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الانسان خذولا "
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن مقسم مولى ابن عباس قال :" ان عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي التقيا فقال عقبة بن ابي معيط لابي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية وكان أبي قد أتى النبي صلى الله عليه و سلم فعرض عليه الإسلام فلما سمع بذلك عقبة قال : لا أرضى عنك حتى تأتي محمدا فتتفل في وجهه وتشمته وتكذبه
قال : فلم يسلطه الله على ذلك
فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط في الاسارى فامر به النبي صلى الله عليه و سلم علي بن ابي طالب أن يقتله فقال عقبة : يا محمد أمن بين هؤلاء أقتل ؟ قال : نعم
قال : بم ؟ قال : بكفرك وفجورك وعتوك على الله وعلى رسوله فقام اليه علي بن أبي طالب فضرب عنقه
وأما أبي بن خلف فقال : والله لا قتلن محمدا
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : بل أنا أقتله ان شاء الله
فافزعه ذلك فوقعت في نفسه لانهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قولا إلا كان حقا فلما كان يوم أحد خرج مع المشركين فجعل يلتمس غفلة النبي صلى الله عليه و سلم ليحمل عليه
فيحول رجل من المسلمين بين النبي صلى الله عليه و سلم وبينه
فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لاصحابه : خلوا عنه فاخذ الحربة فرماه بها فوقعت في ترقوته فلم يخرج منه كبير دم واحتقن الدم في جوفه فخار كما يخور الثور فاتى


الصفحة التالية
Icon