وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن وهب بن منبه قال : مر سليمان بن داود وهو في ملكه قد حملته الريح على رجل حراث من بني اسرائيل فلما رآه قال - سبحان الله - لقد أوتي آل داود ملكا
فحملتها الريح فوضعتها في أذنه فقال : ائتوني بالرجل فأتي به فقال : ماذا قلت ؟ فأخبره فقال سليمان : اني خشيت عليك الفتنة
لثواب سبحان الله عند الله يوم القيامة أعظم مما أوتي آل داود فقال الحراث : أذهب الله همك كما أذهبت همي قال : وكان سليمان رجلا أبيض جسيما أشقر غزاء لا يسمع بملك إلا أتاه فقاتله فدوخه يأمر الشياطين فيجعلون له دارا من قوارير فيحمل ما يريد من آلة الحرب فيها ثم يأمر العاصف فتحمله من الأرض ثم يأمر الرخاء فتقدمه حيث شاء
وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن كثير قال : قال سليمان بن داود لبني اسرائيل : ألا أريكم بعض ملكي اليوم قالوا : بلى يا نبيى الله قال : يا ريح ارفعينا
فرفعتهم الريح فجعلتهم بين السماء والأرض ثم قال : يا طير أظلينا
فاظلتهم الطير بأجنحتها لا يرون الشمس
قال : يا بني اسرائيل أي ملك ترون ؟ قالوا : نرى ملكا عظيما قال : قول لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
خير من ملكي هذا ومن الدنيا وما فيها
يا بني اسرائيل من خشي الله في السر والعلانية وقصد في الغنى والفقر وعدل في الغضب والرضا وذكر الله على كل حال فقد أعطي مثل ما أعطيت
- قوله تعالى : وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
كان يوضع لسليمان عليه السلام ثلثمائة ألف كرسي فيجلس مؤمنوا الانس مما يليه ومؤمنوا الجن من ورائهم ثم يأمر الطير فتظله ثم يأمر الريح فتحمله فيمرون على السنبلة فلا يحركونها
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فهم يوزعون قال : يدفعون