من بين الطير ؟ قال : ان سليمان نزل منزلا فلم يدر ما بعد الماء وكان الهدهد يدل سليمان على الماء فأراد أن يسأله عنه ففقده
وقيل كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ يلقي عليه التراب ويضع له الصبي الحبالة فيغيبها فيصيده ؟ فقال : اذا جاء القضاء ذهب البصر
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن يوسف بن ماهك أنه حدث : ان نافع بن الازرق صاحب الازارقة كان يأتي عبد الله بن عباس
فاذا أفتى ابن عباس
يرى هو أنه ليس بمستقيم فيقول : قف من أين افتيت بكذا وكذا ومن أين كان ؟ فيقول ابن عباس رضي الله عنهما : أومات من كذا وكذا
حتى ذكر يوما الهدهد فقال : يعرف بعد مسافة الماء في الأرض فقال له ابن الازرق : قف قف
يا ابن العباس
كيف تزعم أن الهدهد يرى مسافة الماء من تحت الأرض وهو ينصب له الفخ فيذر عليه التراب فيصطاد ؟ فقال ابن عباس : لولا أن يذهب هذا فيقول : كذا وكذا لم أقل له شيئا
ان البصر ينفع ما لم يأت القدر فاذا جاء القدر حال دون البصر
فقال ابن الازرق : لا أجادلك بعدها في شيء
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : كان سليمان اذا أراد أن ينزل منزلا دعا الهدهد ليخبره عن الماء
فكان اذا قال : ههنا شققت الشياطين الصخور فجرت العيون من قبل أن يضربوا أبنيتهم فأراد أن ينزل منزلا فتفقد الطير فلم يره فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : ذكر لنا أن سليمان أراد أن يأخذ مفازة فدعا بالهدهد وكان سيد الهداهد ليعلم مسافة الماء
وكان قد اعطي من البصر بذلك شيئا لم يعطيه شيء من الطير
لقد ذكر لنا : انه كان يبصر الماء في الأرض كما يبصر أحدكم الخيال من وراء الزجاجة
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : اسم هدهد سليمان : عنبر
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لاعذبنه عذابا شديد قال : نتف ريشه