وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله وترى كل أمة جاثية كل أمة مع نبيها حتى يجيء رسول الله صلى الله عليه و سلم على كوم قد علا الخلائق فذلك المقام المحمود
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله كل أمة تدعى إلى كتابها قال يعلمون أنه يدعى أمة قبل أمة وقوم قبل قوم ورجل قبل رجل ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقول يمثل لكل أمة يوم القيامة ما كانت تعبد من حجر أو وثن أو خشبة أو دابة ثم يقال : من كان يعبد شيئا فليتبعه فيكون أول ذلك الأوثان قادة إلى النار حتى تقذفهم فيها فيبقى أمة محمد صلى الله عليه و سلم وأهل الكتاب فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد الله وعزيزا إلا قليلا منهم ثم يقال لهم : أما عزير فليس منكم ولستم منه فيؤخذ بهم ذات الشمال فينطلقون لا يستطيعون مكوثا
ثم يدعى بالنصارى فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد الله والمسيح بن مريم إلا قليلا منهم فيقال : أما المسيح فليس منكم ولستم منه فيؤخذ بهم ذات الشمال فينطلقون ولا يستطيعون مكوثا
وتبقى أمة محمد صلى الله عليه و سلم فيقال : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد الله وحده وإنما فارقنا في الدنيا مخافة يومنا هذا فيؤذن للمؤمنين في السجود فيسجد المؤمنون ويمنع كل منافق فيقصم ظهر المنافق عن السجود ويجعل الله سجود المؤمنين عليه توبيخا وصغارا وحسرة وندامة
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق قال : هو أم الكتاب فيه أعمال بني آدم إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قال : هم الملائكة عليهم الصلاة والسلام يستنسخون أعمال بني آدم
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن هذه الآية إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فقال : إن أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة ثم خلق الألواح فكتب الدنيا وما يكون فيها حتى تفنى من خلق مخلوق وعمل معمول من بر أو فاجر وما كان من رزق حلال أو حرام وما كان من رطب ويابس ثم ألزم كل شيء من ذلك شأنه دخوله في الدنيا حي وبقاؤه فيها كم وإلى كم تفنى ثم وكل بذلك الكتاب الملائكة ووكل بالخلق ملائكة فتأتي ملائكة الخلق إلى ملائكة ذلك الكتاب فيستنسخون ما يكون في كل يوم وليلة مقسوم على ما وكلوا به ثم يأتون إلى الناس فيحفظونهم بأمر الله ويسوقونهم إلى ما في أيديهم


الصفحة التالية
Icon