الحفظة من أم الكتاب ما يعمل بنو آدم فإنما يعمل الإنسان على ما استنسخ الملك من أم الكتاب
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كتب في الذكر عنده كل شيء هو كائن ثم بعث الحفظة على آدم عليه السلام وذريته فالحفظة ينسخون من الذكر ما يعمل العباد ثم قرأ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون
وأخرج الطبراني عن ابن عباس في قوله إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قال : إن الله وكل ملائكة ينسخون من ذلك العام في رمضان ليلة القدر ما يكون في الأرض من حدث إلى مثلها من السنة المستقبلة فيعارضون به حفظة الله على العباد عشية كل خميس فيجدون ما رفع الحفظة موافقا لما في كتابهم ذلك ليس فيه زيادة ولا نقصان
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا قال : تركتم ذكري وطاعتني فكذا أترككم كما نسيتم لقاء يومكم هذا قال : تركتم ذكري وطاعتي فكذا تركتم في النار
وأخرج ابن عساكر عن عمر بن ذر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" ما قعد قوم يذكرون الله إلا قعد معهم عددهم من الملائكة فإذا حمدوا الله حمدوه وإن سبحوا الله سبحوه وإن كبروا الله كبروه وإن استغفروا الله أمنوا ثم عرجوا إلى ربهم فيسألهم فقالوا : ربنا عبيد لك في الأرض ذكروك فذكرناك
قال : ماذا قالوا : قالوا : ربنا حمدوك فقال : أول من عبد وآخر من حمد
قالوا : وسبحوك
قال : مدحي لا ينبغي لأحد غيري قالوا : ربنا كبروك
قال : لي الكبرياء في السموات والأرض وأنا العزيز الحكيم
قالوا : ربنا استغفروك
قال : أشهدكم أني قد غفرت لهم
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه أن لله ثلاثة أثواب : اتزر بالعزة وتسربل الرحمة وارتدى بالكبرياء فمن تعزز بغير ما أعز الله فذلك الذي يقال له ذق إنك أنت العزيز الكريم سورة الدخان الآية ٤٩ ومن رحم رحمه