وجعلها في علية له لا يدخل عليها أحد من أهلها وإن المرأة بعثت إلى أهلها فجاء قومها فأنزلوها لينطلقوا بها وكان الرجل قد خرج فاستعان أهل الرجل فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت فيهم هذه الآية وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأصلح بينهم وفاؤوا إلى أمر الله
وأخرج الحاكم والبيهقي وصححه عن ابن عمر قال : ما وجدت في نفسي من شيء ما وجدت من هذه الآية إني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن حبان السلمي قال : سألت ابن عمر عن قوله وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا وذلك حين دخل الحجاج الحرم فقال لي : عرفت الباغية من المبغي عليها فوالذي نفسي بيده لو عرفت المبغية ما سبقتني أنت ولا غيرك إلى نصرها أفرأيت إن كانت كلتاهما باغيتين فدع القوم يقتتلون على دنياهم وارجع إلى أهلك فإذا استمرت الجماعة فادخل فيها
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال : إن الله أمر النبي صلى الله عليه و سلم والمؤمنين إذا اقتتلت طائفة من المؤمنين أن يدعوهم إلى حكم الله وينصف بعضهم من بعض فإن أجابوا حكم فيهم بكتاب الله حتى ينصف المظلوم من الظالم فمن أبى منهم أن يجيب فهو باغ وحق على إمام المؤمنين والمؤمنين أن يقاتلوهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ويقروا بحكم الله
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قال : الأوس والخزرج اقتتلوا بينهم بالعصي
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قال : الطائفة من الواحد إلى الألف وقال : إنما كانا رجلين اقتتلا
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما قال : كان قتالهم بالنعال والعصي فأمرهم أن يصلحوا بينهما
أما قوله تعالى : إن الله يحب المقسطين
أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين العرش الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا "


الصفحة التالية
Icon