قال : لما أراد النبي صلى الله عليه و سلم السيرورة من الحديبية إلى مشركي قريش كتب إليها حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم فأطلع الله نبيه على ذلك فوجد الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها فقال له : ما حملك على الذي صنعت ؟ قال : أما والله ما ارتبت في أمر الله ولا شككت فيه ولكنه كان لي بها أهل ومال فأردت مصانعة قريش وكان حليفا لهم ولم يكن منهم فأنزل الله فيه القرآن يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم الآية
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم الآية قال : نزلت في رجل كان مع النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة من قريش كتب إلى أهل وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سائر إليهم فأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بصحيفته فبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه بها
وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين بكتاب فجيء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا حاطب ما دعاك إلى ما صنعت ؟ قال : يا رسول الله كان أهلي فيهم فخشيت أن يصرموا عليهم فقلت : أكتب كتابا لا يضر الله ورسوله فقلت : أضرب عنقه يا رسول الله فقد كفر فقال : وما يدريك يا ابن الخطاب أن يكون الله أطلع علىأهل العصابة من أهل بدر ؟ فقال :" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
وأخرج ابن مردويه من طريق شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن العوام من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قد شهد بدرا وكان بنوه وإخوته بمكة فكتب حاطب وهو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا والزبير فقال لهما انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فخذا الكتاب فائتياني به فانطلقا حتى أدركا المرأة بحليفة بني أحمد وهي من المدينة على قريب من اثني عشر ميلا فقالا لها : أعطينا الكتاب الذي معك
قالت : ليس معي كتاب
قالا كذبت قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن معك كتابا والله لتعطين الكتاب الذي معك أو لا نترك عليك ثوبا إلا التمسنا فيه
قالت : أولستم