فأرسل إليه النبي صلى الله عليه و سلم أن خل عنه حتى يدخل ففعل فلم يلبثوا إلا أياما قلائل حتى اشتكي عبد الله فاشتد وجعه فقال لابنه عبد الله : يا بني ائت رسول الله صلى الله عليه و سلم فادعه فإنك إذ أنت طلبت ذلك إليه فعل
ففعل ابنه فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له : يا رسول إن عبد الله بن أبي شديد الوجع وقد طلب إلي أن آتيك فتأتيه فإنه قد اشتاق إلى لقائك فأخذ نعليه فقام وقام معه نفر من أصحابه حتى دخلوا عليه فقال لأهله حين دخل النبي صلى الله عليه و سلم : أجلسوني فأجلسوه فبكى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أجزعنا يا عدو الله الآن ؟ فقال : يا رسول الله إني لم أدعك لتؤنبني ولكن دعوتك لترحمني فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ما حاجتك ؟ قال : حاجتي إذا أنا مت أن تشهد غسلي وتكفني في ثلاثة أثواب من ثيابك وتمشي مع جنازتي وتصلي علي ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت هذه الآية بعد ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره سورة التوبة الآية ٨٤
الآية ٩ - ١١ أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله : يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال : هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن الصلاة المفروضة الخمس
وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت "
فقال له رجل : يا ابن عباس اتق الله فإنما يسأل الرجعة الكفار فقال : سأتلوا عليكم


الصفحة التالية
Icon