فخلقت المضغة عظاما فكسوت العظام لحما ثم أنشأناك خلقا آخر
يا ابن آدم هل يقدر على ذلك غيري ؟ ثم خففت ثقلك على أمك حتى لا تتمرض بك ولا تتأذى ثم أوحيت إلى الأمعاء أن اتسعي وإلى الجوارح أن تفرق فاتسعت الأمعاء من بعد ضيقها وتفرقت الجوارح من بعد تشبيكها ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام أن يخرجك من بطن أمك فاستخلصتك على ريشة من جناحه فاطلعت عليك فإذا أنت خلق ضعيف ليس لك سن يقطع ولا ضرس يطحن فاستخلصت لك في صدر أمك عرقا يدر لك لبنا باردا في الصيف حارا في الشتاء واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم وعروق ثم قذفت لك في قلب والدتك الرحمة وفي قلب أبيك التحنن فهما يكدان ويجهدان ويربيانك ويغذيانك ولا ينامان حتى ينوماك
ابن آدم : أنا فعلت ذلك بك لا لشيء استأهلته به مني أو لحاجة استعنت على قضائها
ابن آدم فلما قطع سنك ووطحن ضرسك أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها وفاكهة الشتاء في أوانها فلما أن عرفت أني ربك عصيتني فالآن إذا عصيتني فادعني فإني قريب مجيب وادعني فإني غفور رحيم
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : لما يقض ما أمره قال : لا يقضي أحد أبدا كل ما افترض عليه
وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير في قوله : فلينظر الإنسان إلى طعامه قال : إلى مدخله ومخرجه
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التواضع من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فلينظرالإنسان إلى طعامه قال : إلى خرئه
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : فلينظر الإنسان إلى طعامه قال : ملك يثني رقبة ابن آدم إذا جلس على الخلاء لينظر ما يخرج منه
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي قلابة قال : مكتوب في التوراة يا ابن آدم انظر إلىما بخلت به إلى ما صار
وأخرج ابن المنذر عن بشير بن كعب أنه كان يقول لأصحابه إذا فرغ من حديثه : انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيجيء فيقف على مزبلة فيقول : انظروا إلى عسلهم وإلى سمنهم وإلى بطنهم وإلى دجاجهم إلى ما صار


الصفحة التالية
Icon