وارتبتم فيقول المنافقون بعضهم لبعض : وهم يتسكعون في الظلمة تعالوا نلتمس إلى المؤمنيين سبيلا فيسقطون على هوة فيقول بعضهم لبعض : إن هذا ينفق بكم إلى المؤمنين فيتهافتون فيها فلا يزالون يهوون فيها حتى ينتهوا إلى قعر جهنم فهنالك خدع المنافقون كما قال الله : وهو خادعهم
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ انظرونا موصولة برفع الألف وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش أنه قرأ انظرونا مقطوعة بنصب الألف وكسر الظاء
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال : أين أنت من يوم جيء بجهنم قد سدت ما بين الخافقين وقيل : لن تدخل الجنة حتى تخوض النار فإن كان معك نور استقام بك الصراط فقد والله نجوت وهديت وإن لم يكن معك نور تشبث بك بعض خطاطيف جهنم أو كلاليبها فقد والله رديت وهويت
وأخرج البهيقي في الأسماء والصفات عن مقاتل في قوله : يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا وهم على الصراط انظرونا يقول : ارقبونا نقتبس من نوركم يعني نصيب من نوركم فنمضي معكم قيل : يعني قالت الملائكة لهم : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث جئتم هذا من الاستهزاء بهم استهزؤوا بالمؤمنين في الدنيا حين قالوا : أمنا وليسوا بمؤمنين فذلك قوله : الله يستهزئ بهم حين يقال لهم : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب يعني بالسور حائط بين أهل الجنة والنار باب باطنه يعني باطن السور فيه الرحمة مما يلي الجنة وظاهره من قبله العذاب يعني جهنم وهو الحجاب الذي ضرب بين أهل الجنة وأهل النار
وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن الصامت أنه كان على سور بيت المقدس الشرقي فبكى فقيل له ما يبكيك ؟ فقال : ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه رأى جهنم يحدث عن أبيه أنه قال : فضرب بينهم بسور قال : هذا موضع السورعند وادي جهنم
وأخرج عبد بن حميد عن عن أبي سنان قال : كنت مع علي بن عبد الله بن عباس عند وادي جهنم
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه


الصفحة التالية
Icon