قال : سألت أبي بن كعب عن ليلة القدر قلت : إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول : من يقم الحول يصب ليلة القدر فحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين
قلت : بم تقول ذلك أبا المنذر ؟ قال : بالآية والعلامة التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إنها تصبح من ذلك اليوم تطلع الشمس ليس لها شعاع "
ولفظ ابن حبان :" بيضاء لا شعاع لها كأنها طست "
وأخرج محمد بن نصر وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي من طريق عاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عمر رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ويقول : لا تتكلم حتى يتكلموا فدعاهم فسألهم فقال : أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلة القدر :" التمسوها في العشر الأواخر وترا أي ليلة ترونها ؟ فقال بعضهم : ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم : ليلة ثلاث وقال بعضهم : ليلة خمس وقال بعضهم : ليلة سبع
فقالوا : وأنا ساكت
فقال : مالك لا تتكلم ؟ فقلت : إنك أمرتني أن لا أتكلم حتى يتكلموا
فقال : ما أرسلت إليك إلا لتكلم فقال : إني سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سموات ومن الأرض مثلهن وخلق الإنسان من سبع ونبت الأرض سبع
فقال عمر رضي الله عنه : هذا أخبرتني بما أعلم أرأيت ما لا أعلم ؟ فذلك نبت الأرض سبع
قلت : قال الله عز و جل شققنا الأرض فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا سورة عبس الآية ٢٦ قال : فالحدائق غلبا الحيطان من النخل والشجر وفاكهة وأبا فالأب ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب والأنعام ولا تأكله الناس
فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه : أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه والله إني لأرى القول كما قلت وقد أمرتك أن لا تتكلم معهم
وأخرج عبد الرزاق وابن راهويه ومحمد بن نصر والطبراني والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : دعا عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسألهم عن ليلة القدر فاجتمعوا أنها في العشر الأواخر فقلت لعمر : إني لأعلم