وأخرج أحمد في الزهد عن قيس قال : قال جرير لقومه فيما يعظهم : والله إني لوددت أني لم أكن بنيت فيها لبنة ما أنتم إلا كالنعامة استترت وإن أرضكم هذه خراب يسراها ثم يتبعها يمناها وإن المحشر ههنا وأشار إلى الشام
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : لأول الحشر قال : فتح الله على نبيه في أول حشر حشر عليهم في أول ما قاتلهم وفي قوله : ما ظننتم النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه أن يخرجوا من حصونهم أبدا
وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال : أمر الله رسوله بإجلاء بني النضير وإخراجهم من ديارهم وقد كان النفاق كثيرا بالمدينة فقالوا : أين تخرجنا ؟ قال : أخرجكم إلى المحشر فلما سمع المنافقون ما يراد بإخوانهم وأوليائهم من أهل الكتاب أرسلوا إليهم فقالوا : إنا معكم محيانا ومماتنا إن قوتلتم فلكم علينا النصر وإن أخرجتم لا نتخلف عنكم ومناهم الشيطان الظهور فنادوا النبي صلى الله عليه و سلم : إنا والله لا نخرج ولئن قاتلتنا لنقاتلنك فمضى النبي صلى الله عليه و سلم فيهم لأمر الله وأمر أصحابه فأخذوا السلاح ثم مضى إليهم وتحصنت اليهود في دورهم وحصونهم فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى ازقتهم أمر بالأدنى من دورهم أن يهدم وبالنخل أن يحرق ويقطع وكف الله أيديهم وأيدي المنافقين فلم ينصروهم وألقى الله في قلوب الفريقين الرعب ثم جعلت اليهود كلما خلص رسول الله صلى الله عليه و سلم من هدم ما يلي مدينتهم ألقى الله في قلوبهم الرعب فهدموا الدور التي هم فيها من أدبارها ولم يستطيعوا أن يخرجوا على النبي صلى الله عليه و سلم فلما كادوا أن يبلغوا آخر دورهم وهم ينتظرون المنافقين وما كانوا منوهم فلما يئسوا مما عندهم سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان عرض عليهم قبل ذلك فقاضاهم على أن يجليهم ولهم أن يتحملوا بما استقلت به الإبل من الذي كان لهم إلا ما كان من حلقة السلاح فذهبوا كل مذهب وكانوا قد عيروا المسلمين حين هدموا الدور وقطعوا النخل فقالوا : ما ذنب شجرة وأنتم تزعمون أنكم مصلحون فأنزل الله سبح لله ما في السموات وما في الأرض إلى قوله : وليخزي الفاسقين ثم جعلها نفلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يجعل منها سهما لأحد غيره فقال : وما أفاء الله على رسوله منهم إلى قوله : قدير فقسمها رسول الله صلى الله عليه و سلم فيمن أراه الله من المهاجرين الأولين
وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق العوفي عن ابن


الصفحة التالية
Icon