عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومه ذلك هو والمسلمون ثم غدا الغد على بني قريظة بالكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى أن يعاهدواه فعاهدوه فانصرف عنهم إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة والحلقة السلاح فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها وكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها فيحتملون ما وافقهم من خشبها وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام وكان بنو النضير من سبط من أسباط بني إسرائيل لم يصبهم جلاء منذ كتب الله الجلاء على بني إسرائيل فلذلك أجلاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلولا ما كتب الله عليهم من الجلاء لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة فأنزل الله سبح لله ما في السموات والأرض حتى بلغ والله على كل شيء قدير فكان نخيل بني النضير لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة فأعطاه الله إياها وخصه بها فقال : ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب يقول : بغير قتال فأعطى النبي صلى الله عليه و سلم أكثرها المهاجرين وقسمها بينهم وقسم منها لرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة لم يقسم لأحد من الأنصار غيرهما وبقي منها صدقة رسول الله صلى الله عليه و سلم التي في أيدي بني فاطمة
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك أن قريظة والنضير قبيلتين من اليهود كانوا حلفاء لقبيلتين من الأنصار الأوس والخزرج في الجاهلية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وأسلمت الأنصار وأبت اليهود أن يسلموا سار المسلمون إلى بني النضير وهم في حصونهم فجعل المسلمون يهدمون ما يليهم من حصونهم ويهدم الآخرون ما يليهم ؟ سقط أن يقع عليهم حتى أفضوا إليهم فنزلت هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم إلى قوله : شديد العقاب فلما أفضوا إليهم نزلوا على عهد بينهم وبين نبي الله صلى الله عليه و سلم على أن يجلوهم وأهليهم ويأخذوا أموالهم وأرضهم فأجلوا ونزلوا خيبر وكان المسلمون يقطعون النخل فحدثني رجال من أهل المدينة أنها نخل أصفر كهيئة الدقل تدعى اللينة
فاستنكر ذلك المشركون فأنزل الله عذر المسلمين ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين فأما قول الله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال : لم يسيروا إليهم على خيل ولا ركاب إنما كانوا في ناحية المدينة وبقيت قريظة بعدهم عاما أو


الصفحة التالية
Icon