وهي رواية أيضا عن أحمد٦٩، وَاخْتِيَارُ نَافِعٍ، وَابْنِ عَامِرٍ، وَالْكِسَائِيِّ٧٠، لقوله تعالى (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(فصلت: من الآية٣٦)
رابعا : أَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وهو وَاخْتِيَارُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، ومُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ٧١، لظاهر قوله (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) (النحل: من الآية٩٨)
قال ابن قدامه : وَهَذَا كُلُّهُ وَاسِعٌ، وَكَيْفَمَا اسْتَعَاذَ فَهُوَ حَسَنٌ اهـ ٧٢.
قال الشافعي : وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَأَيُّ كَلَامٍ اسْتَعَاذَ بِهِ أَجْزَأَهُ اهـ ٧٣.
المسألة الرابعة : هل يستعذ قبل القراءة أم بعدها ؟ (زمن الاستعاذة )
لِلْقُرَّاءِ وَالْفُقَهَاءِ فِي مَحَلِّ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ الْقِرَاءَةِ ثَلَاثَةُ أقوال :
أصحها : أَنَّهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ، وَذَكَرَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ، وَنَفَى صِحَّةَ الْقَوْلِ بِخِلَافِهِ.
وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِـ
بمَا رَوَاهُ أَئِمَّةُ الْقُرَّاءِ مُسْنَدًا عَنْ نَافِعٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ [ أَنَّهُ ﷺ كَانَ يَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ : أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ]٧٤. وقد دَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ التَّقْدِيمَ هُوَ السُّنَّةُ.

فقد ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ وَعَنْ السَّلَفِ الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ.
واَلَّذِينَ نَقَلُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام ذَكَرُوا تَعَوُّذَهُ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ قَبْلَ الْقِرَاءَة ِ ٧٥.


الصفحة التالية
Icon