١٤- الشيطان عدو الإنسان كما قال تعالى:﴿ إِنَّ ؟لشَّيْطَـ؟نَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَ؟تَّخِذُوهُ عَدُوّاً ﴾.
١٥- الرحمن مولى الإنسان وخالقه ومصلح مهماته.
١٦- قال تعالى:﴿ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ؟لْمُطَهَّرُونَ ﴾[الواقعة: ٧٩] فالقلب إذا تعلق بغير الله، واللسان إذا جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث، فلا بدّ من استعمال الطهور، فلما قال: ﴿ أَعُوذُ بِ؟للَّهِ ﴾ حصل الطهور، فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ﴾.
١٧- لك عدوان أحدهما ظاهر والآخر باطن، وأنت مأمور بمحاربتهما قال تعالى في العدو الظاهر:﴿ قَـ؟تِلُواْ ؟لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِ؟للَّهِ ﴾ [التوبة: ٢٩] وقال في العدو الباطن:﴿ إِنَّ ؟لشَّيْطَـ؟نَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَ؟تَّخِذُوهُ عَدُوّاً ﴾[فاطر: ٦] فكأنه تعالى قال: إذا حاربت عدوك الظاهر كان مددك المَلك، كما قال تعالى:﴿ يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ ؟لْمَلَئِكَةِ مُسَوّمِينَ ﴾[آل عمران: ١٢٥] وإذا حاربت عدوك الباطن كان مددك الملِك كما قال تعالى:﴿ إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلِيهم سُلْطَـ؟نٍ ﴾.
١٨- محاربة العدو الباطن أولى من محاربة العدو الظاهر؛ لأن العدو الظاهر إن وجد فرصة ففي متاع الدنيا، والعدو الباطن إن وجد فرصة ففي الدين واليقين، وأيضاً فالعدو الظاهر إن غلبنا كنا مأجورين، والعدو الباطن إن غلبنا كنا مفتونين، وأيضاً فمن قتله العدو الظاهر كان شهيداً، ومن قتله العدو الباطن كان طريداً، فكان الاحتراز عن شر العدو الباطن أولى، وذلك لا يكون إلا بأن يقول الرجل بقلبه ولسانه (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).


الصفحة التالية
Icon