قال يا محمد للكافرين عامة : ستُغلبون أيها الكافرون، وستُحشرون الى جهنم التي ستكون لكم فراشا، وياله من فراش سوء!. وفي سنن أبي داود والبَيْهَقي ( في الدلائل ) ان رسول الله لما رجع من وقعة بدر، جمع اليهود في سوق قينقاع وقال : يا معشر يهود، أَسلِمموا قبل ان يصيبكم الله بما أصاب قريشا، فقالوا : يا محمد لا يغرّنَك من نفسك ان قتلت نفرا من قريش كانوا أَغْماراً لا يعرفون القتال. إنك والله لو قاتلتنا لعرفتَ انا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿ قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ... ﴾ وقد صدق وعدَه بقتل بني قريظة وإجلاء بني النضير، وفتح خيبر.
لقد كان لكم عبرة ظاهرة في طائفتين من المحاربين التقتا يوم بدر، إحداهما مؤمنة تحارب لإعلاء كلمة الله، والاخرى كافرة تحارب في سبيل الشيطان. فأيد الله المؤمنين ونصَرهم. لقد جعل الكافرين يرونهم ضعف عددهم الحقيقي، وبذلك وقع الرعب في قلوبهم فانهزموا. أليس في هذا النصر عبرة لأصحاب البصائر الرشيدة والعقول السليمة!
قراءات :
قرأ حمزة والكسائي « سيغلبون ويحشرون » بالياء. وقرأ نافع « ترونهم مثيلهم » بالتاء.


الصفحة التالية
Icon