ففي الآية الكريمة إشارة الى عظمة الخلق ووحدته، وعظمةُ الخلق تدل على وحدانية الخالق وجلاله : فالسماوات بنجومها وكواكبها، والأرض وما عليها من حيوان ونبات، وما في باطنها من معادن جامدة وسائلة، والبحار وما يسبح فيها من لآلئ وأحياء- كلها تدل على وحدانية الخالق. وكذلك النور الواحد والظلمات المنوعة، كظلمة الصخر والبحر والكهف والضباب المتكاثف.... كل هذا يدل على ابداع الخالق.
﴿ هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ ﴾.
هو الذي بدأ خلْقكم من طين هذه الأرض، ثم قدّر لحياة كل واحد منكم زمناص ينتهي بموته، واجلاً مسمّى عنده. وهذا يعني ان الله تعالى قضى لعباده أجلَين : أجَلاً لحياة الفرد قبل مماته، وأجلاً آخر محدداً عنده تعالى لبعث جميع الناس بعد النقضاء عمر الدنيا. ثم أنتم ايها لاكافرون بعد هذا تجادلون في قدرة الله على البعث! ما دام الله هوا لذي خلق الإنسان من طين، وسخّر له ما في الأرض والسماوات ينتفع بما فيها، فكيف يشك اي إنسان في ان له حياة اخرى!!
﴿ وَهُوَ الله فِي السماوات وَفِي الأرض ﴾.
هو وحده المستحقُّ للعبادة في السماوات وفي الأرض، يعلم ما أخفيتموه وما أظهرتموه، ويعلم ما تكسبُون من الخير والشر فيحصي ذلك عليكم ليجازيكم به.
تقرر هذه الآية الكريمة خاصة الألوهية من العلم الشامل وعموم القدرة، وهما الاساسان في فهم الحق بالنسبة الى الألوهية، وبالنسبة الى البعث والجزاء، وبالنسبة الى الوحي والرسالة.