﴿ فلولاا إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ ولكن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ ﴾.
هلاّ تضرّعوا إلينا خاشعين تائبين قبل أن جاءتهم مقدمات العاب. إنهم لم يفعلوا، واستمرت قلوبهم على قسوتها، وزين لهم الشيطان ما هم عليه من الشرك والفجور.
﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾.
فلما أعرضوا عن الاتعاظ بما ابتليناهم من الفقر والمرضن وأصرّوا على كفرهم، ابتليناهم بعد ذلك بالرزق الوسع، وفتحنا عليهم ابواب رخاء العيش وصحة الاسجام والأمن على الانفس، حتى اذا فرحوا بكل ذلك ولم يشكروا الله عليه، جاءهم العذابُ بغتة، فإذا هم متحسّرون يائسون من النحاة لايجدون إليها سبيلا.
والخلاصة أن الله تعالى سلّط عليهم المكاره والشدائد ليعتبروا ويتعظوا، فلما تجدِ معهم شيئا نَقَلَهم الى حال هي ضدُّها، ففتح عليهم أبوبا الخيرات، وسهّل لهم سبل الرزق والرخاء فلم ينتفعوا به ايضاً. عند ذاك أذاقهم جزاءهم العادل.
وروى مسلم عن صُهيب عن النبي انه قال :« عجبا لأمر المؤمن، إن أمْرَهُ كلّه خير، وليس لك لاحد الا للمؤمن، إن أصابتْه سراءُ شكَر فكان خيراً له، وان اصباتْه ضراءُ صبرَ فكان خيراً له »
﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ القوم الذين ظَلَمُواْ والحمد للَّهِ رَبِّ العالمين ﴾.
لقد هلك اولئك القوم الظالمون وأبيدوا عن آخرهم.
والحمدُ... هنا ارشاد منا لله لعباده بتذكيرهم بما يجب عليهم من حمده على نصر المرسَلين المصلحين، وإيماءٌ الى وجوب ذكره في عاقبة كل أمر وخاتمو كل عمل، ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين ﴾.
قراءات :
قرأ نافع أرأيتكم بتسهيل الهمزة، وقرأ الكسائي : أريتكم بحذف الهمزة. والباقون « أرأيتكم » بتحقيق الهمزة وحمزة يسهل الهمزة بالوقف.