فإن يكفر المشركون من أهل المكة بالكتاب والحكم والنبوة، فقد وفقنا للإيمان بها وتولِّي نصر الداعي اليها قوماً كراماً لن يكفروا، وهؤلاء هم مسلمو مكة، ثم الانصار في المدينة، ومن أسلم بعد الهجرة. وحُكْمُ هذه الآية مستمر وباق الى الابد ما دامت السماوات والارض.
﴿ أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقتده ﴾.
أولئك الانبياء الثمانية عشر الذين ذكرت اسماؤهم في الآيات السالفة، هم الذين وفقهم الله وهداهم، فاتّبعهم أيها النبي أنت ومن معك واقتدِ بهم.
﴿ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذكرى لِلْعَالَمِينَ ﴾.
قل ايها الرسول لقومك، كما قال الانبياء لأقوامهم : إنني لا أسألكم على هذا القرآن أجراً من مال أو منصب، وما هو الا تذكير للعالمين، كل غايت من تبليغه ان ينتفع به البشر جميعا ويهتدوا بهديه.
قراءات :
قرأ ابن ذكروان، وحمزة والكسائي وخلق ويحيى، « رأى » بكسر الراء وامالة الهمزة. وقرأ ابو عمرو بفتح الراء وامالة الهمزة والباقون « رأى » بفتح الراء والهمزة. وقرأ اهل المدينة وابن ذكوان « اتحاجوني » بتخفيف النون والباقون « اتحاجوني » بتشديدها. وقرأ الكسائي « وقد هداني » بالامالة.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف « اللَّيْسع » بتشديد اللام وفتحها وسكون الياء. والباقون « إلْيَسع » بسكون اللام وفتح الياء.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب، بحذف الهاء في « اقتده » في الوصل، واثباتها في الوقف، والباقون بااثبات الهاء في الوصل والوقف.