الفلق : الشق. الحب : الحنطة، وكل انواع الحبون. النوى : واحدها نواة وهي بزرة التمرة والزبيبة. الإصابح : الصحب جعل الليل سكمنا : ليسكُن الإنسان فيه ويستقر. الحسبان : الحساب والتوقيت. المستقر : موضع القرار والاقامة. المتسودع : موضع الوديعة. خضرا : نباتا غضا اخضر. متراكبا : بعضه فوق بعض. الطلع : اول ما يظهر من زهر النخل قبل ان يشق عنه الغلاف. القنوان : واحدها قنو : العذِق وهو مثل العنقود من العنب. ذانية : قريبة التناول. ينعه : حين ينضج : تؤفكو : تضلون، تصرفون.
بعد ان أثبت الله سبحانه امر التوحيد وثبّته، ثم أردف أمر النبووة والبعث، وردّ على منكري الوحي، وأوعدهم يوم الجزاء شراً- جاء هنا ليطلع الناس على آياته العظمى في هذا الكون العجيب.
﴿ إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحيإن الله فَالِقُ الحب والنوى يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحي ﴾.
ان دلائل قدرة الله على البعث، واستحقاقه وحده للعبادة، متوافرة متنوعة. فهو وحده الذي يشق الحب ويخرج منه النبات، ويشق النوى ويخرج منه الشجر. انه هو الذي يخرج الحي من الميت، كالانسان من التراب، والميتَ من الحي، كاللبن من الحيوان.
ولقد اقترنت ( فالقُ الحب والنوى ) بآية ( فالق الإصابح ) وهي تدل على وجود الضوء والضلام، وان الضوء مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمو النبات والاشجار. ذلك أن الحب والنوى بعد ان تُفلق نباتاً إنما تحتاج الى غذاء... وهذا الغذاء يتكون من عناصر الأرض الخِصبة، ومن ضوء الشمس، فجذور النبات تتغذى من الارض، وأغصانه واوارقه تتغذى من حرارة الشمس التي يؤذن بها الصباح.
وهذه من قدرة الله وحده، فلا يقدر إلا الله أن يجهّز الكائن الحي بالقدرة على إحالة الذرات الميتة الى خلايا حية، او تحويل الخلايا الحية مرة اخرى الى ذارت ميتة.
يقول الدكتور ايرفننج وليام في ماقل عنوانه : المادية وحدها لا تكفي، في كتاب « الله يتجلى في عصر العلم ».
« ان العلوم لا تستيطع ان تفسر لنا كيف تشأت تلك الدقائق الصغيرة المتناهية في صغرها والتي تتكون منها جميع المواد. كما لا تستطيع ان تفسر لنا، بالاعتماد على فكرة المصادفة وحدها، كيف تتجع هذه الدقائق الصغيرة لكي تكوّن الحياة. ولا شك ان النظرية التي تدّعي ان جميع صور الحياة الراقية قد وصلت الى حالتها الراهنة من الرقي، بسبب حدوث بعض الطفرات العشوائية والتجمعات والهجائن، نظريةٌ لا يمكن الأخذ بها الا عن طريق التسلمي فهي لا تقوم على اساس من المنطق والاقناع ».
ويقول الدكتور البرت ماكوب ونشستر، التخصص في علم الاحياء، في مقال : العلوم تدعم ايماني بالله، من كتاب « الله يتجلى في عصر العلم ».