الحرث : الزرع. شركاؤنا : الاوثان التي كانوا يتقربون بعبادتها الى الله تعالى، وشركاؤهم سدنةُ الاوثان وخدمها. ساء ما يحكمون : ما اسوأ حكمهم وقسمتهم.
بعد ان حاجّ الله تعالى المشركين وسائر العر ب في كثير من أصول الدين، وكان آخرهم البعث والجزاء- أخذ هنا يفنّد أفعالهم وخرافاتهم في الحرث والزرع والانعام، وفي التحليل والتحريم حسب الاهواء.
لقد أوضح ان المشركين الذين يعبدون الأوثان في أوهام مستمرة، فهم يجعلون بعض الزرع والابل والبقر والغنم من نصيب الله تعالى بأن ينفقهوه على الضيوف والمحتاجين، ويجعلون البعض الآخر من نصيب الاوثان وينفقونه في خدمتها. ومعنى ذلك انهم جعلوها شركاء لله تعالى. ثم يزعمون ان منا يجعلونه للاوثان يصل إليهم وما يجعلونه لله تعالى لايصل إليه، بل يأخذه الأضياف والفقراء « ساءَ ما يَحْكُمون » فما اسوأ حُكمهم الظالم : لقد جعلوا الاوثان نظرا لله وسبحانه الخالق الأوحد، كما انهم أساءاوا حين انفقوا ما جعلوه لله في غير مصارفه.
قراءات :
قرأ حمزة والكسائي « من يكون له عاقبة الدار » بالياء، والباقون « من تكون » بالتاء. وقرأ الكسائي :« بزعمهم » بضم الزاي، والباقون « بزعمهم » بفتح الزاي.


الصفحة التالية
Icon