﴿ فيه رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ والله يُحِبُّ المطهرين ﴾.
ان في مسجد قباء رجالاً يعمُرونه بإقامة الصلاة، يحبّون ان يطهِّروا اجسادَهم وقلوبَهم بأداء العبادة الصحيحة فيه، « والله يحب المطهّرين » الذين يبالغون في طهارة الروح والجسد، لأن فيهما الكمالَ الانساني.
﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ على تقوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فانهار بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين ﴾.
لا يستوي في عقيدته ولا في عمله مَنْ أقام بنيانه على الإخلاص في تقوى الله وابتغاءِ مَرْضاتِه مع ذاك الذي أقامَ بنيانَه على النفاق والكفر!! فإنّ عمل المؤمن الصالح مستقيمٌ ثابت على أصل متين، فيما علم المنافق كالبناء على حافَةِ هاويةٍ بدون أساس، فهو واهٍ ساقط، يقع بصاحبه في نار جنهم، واللهُ لايهدي الظالمين إلى طريق الرشاد.
﴿ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الذي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.
سيظل الذي بناه المنافون ريبةً مَصْدَرَ اضطرابٍ وخوف في قلوبهم، لا ينتهي حتى تتقطع قلوبُهم بالندم والتوبة أو بالموت، والله عليم بكل شيء، حكيم في افعاله.
قراءات :
قرأ نافع وابن عامر :« الذين اتخذوا مسجدا ضرارا » بدون واو والباقون :« والذين.... » وقرأ نافع وابن عامر :« أُسّسِ بنيانه » بضم الألف ورفع بنيانه في الموضعين. وقرأ الباقون :« أَسسَّ بنيانَه » وقرأ ابن عامر وحمزة وابو بكر :« جرف » باسكان الراء. وقرأ الباقون :« جرف » بضم الجيم والراء. وقرا يعقوب :« الى ان تقطع قلوبهم » وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص :« تقطع » بفتح التاء والطاء المشددة. وقرا الباقون :« تقطع » بضم التاء وتشديد الطاء المفتوحة.


الصفحة التالية
Icon