كذلك زينتْ لي نفسي أن أفعلَ ما فعلته.
فكأن السامريّ يريد ان يهرب نم ذكر الحقائق ويموّه على موسى.
هذا ما أراه أقرب الى الصواب في تفسير هذه الآية، وبهذا المعنى قال عدد من المفسرين المحديثن، ولكن اكثر المفسّرين القدامى قالوا : إن المراد بالرسول هو جبريل، وان السامريّ رآه راكبا على فرس، واخذ ترابا من أثرِ الفرس، وألقاه على العِجل حتى صار له خوار. وذكروا أقوالا كثيرة، وروايات عديدة. !!
وهناك معركة كبيرة بين المرحوم عبد الوهاب النجار، ولجنة من علماء الأزهر حول السامري والعجل وحقيقتهما، لمن اراد الاطلاع عليها ان يجدها في كتاب « قصص الانبياء » ص ٢٢٠ - ٢٢٣.
﴿ قَالَ فاذهب فَإِنَّ لَكَ فِي الحياة أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ.... ﴾.
قال موسى للسامري : اذهبْ فأنت طريدٌ لا يمسّك أحد، ولا تمس أحداً، بعيداً عن الناس، معزولا عنهم، لا يخالطك احد.
وخرج السامري طريدا في البراري. هذا جزاؤه في الدنيا. أما في الآخرة فله موعدٌ محدد لعذابه لا مفرّ منه. وقد ند موسى به وبالهه قائلا : انظر الى إلهك الذي عبدته، ماذا نصنع به؟ سنحرقه ونلقيه في البحر حتى نتخلّص منه.
ثم يعلنُ بعد ذلك كلّه حقيقة العقيدة، والدين الحق فيقول :
﴿ إِنَّمَآ إلهكم الله الذي لا إله إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾.
وبهذه الآية وما فيها من غعلان عن الاله الحقيقي الذي لا اله الا هو ينتهي هذا القدْر من قصة موسى في هذه السورة، وتتجلى فيه رحمةُ الله ورعايته بحَمَلِة دعوته من عباده.
قراءات :
قرأ الجمهور : يا ابن أمّض بفتح الميم. وقرأ ابن عامر وحمزية والكسائي وابو بكر وخلف : يا ابن أُم بكسر الميم.
وقرأ الجمهور : بصرت بما لم يبصروا : بالياء. وقرأ حمزة والكسائي وخلف : بما لم تبصروا بالتاء، على انه خطاب لموسى وقومه. وقرأ الجمهور : لن تخلفه : بفتح اللام. وقرأ ابن كثير ويعقبوك لن تخلفه : بكسر اللام.