سبقت كلمتنا : وعدُنا بالنصر. وأبصِرهم : انظرهم وارتقب. بساحتهم : بفناء دارهم، بديارهم. تولّ عنهم : أعرِض عنهم.
يقسِم الله تعالى ان وَعْدَه قد سبق ان العاقبة بالنصر لرسُله وأتباعهم، فهم المنصورون، وان جنود الله المخلصين المؤمنين هم الغالبون، فأعرِض عنهم ايها الرسول وانتظر الى وقتٍ مؤجل، فاننا سنجعل لك النصر والظفر، وانتظر ماذا يحل بهم من العذاب ﴿ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾ ذلك بأنفسهم ويندمون.
﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ﴾ فإذا نزل العذاب بديارهم فبئس صباحهم ذلك الصباح، إنه يوم دمارهم وهلاكهم. ثم أكدَ ما سبق من وقوع الميعاد فقال مكرراً وعيده لهم :
﴿ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حتى حِينٍ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾
أعرِض ايها الرسول عنهم، وانظر اليهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب العظيم. ثم يأتي بحسن الختام بكلمات غاية في البلاغة والسهولة والرقة فيقول تعالى :
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ على المرسلين والحمد للَّهِ رَبِّ العالمين ﴾.
ما أجمل هذا الكلام، وما احلاه وما أبلغه، فانه تعليم لنا لنقوله دائما ونتمثل به.
روي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :« سمعت رسول الله ﷺ غير مرة يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف هذه الآيات الكريمة »، واللهَ نسأل حسن الختام.