﴿يَسْتَطِيع أَن يمل هُوَ فليملل وليه بِالْعَدْلِ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فَإِن لم يَكُونَا رجلَيْنِ فَرجل وَامْرَأَتَانِ مِمَّن ترْضونَ من الشُّهَدَاء أَن تظل إِحْدَاهمَا فَتذكر إِحْدَاهمَا﴾
الْجَاهِل.
وَقَالَ الزّجاج: هُوَ خَفِيف الْعقل، ويشتمل هَذَا على: الْمَرْأَة، وَالصَّغِير وَنَحْوه، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(مشين كَمَا اهتزت رماح تسفهت | أعاليها مر الرِّيَاح النواسم) |
وَأما الضَّعِيف: هُوَ ضَعِيف الْعقل من عته، أَو جُنُون.
﴿أَو لَا يَسْتَطِيع أَن يمل هُوَ﴾ أَي: لَا يقدر على الإملال من خرس، أَو عمى.
﴿فليملل وليه بِالْعَدْلِ﴾ يعْنى: ولى هَؤُلَاءِ.
أما من لم يجوز الْحجر على السَّفِيه - كالنخعي، وَابْن سِرين، وَغَيرهمَا - قَالُوا: أَرَادَ بالولى: صَاحب الْحق، يَعْنِي: إِن عجز من عَلَيْهِ الْحق من الإملال فليملل الَّذِي لَهُ الْحق.
﴿واستشهدوا شهيدين من رجالكم﴾ أَي: وَأشْهدُوا.
﴿فَإِن لم يَكُونَا رجلَيْنِ فَرجل وَامْرَأَتَانِ﴾ يَعْنِي: فَإِن لم يكن الشَّاهِدَانِ رجلَيْنِ فَرجل وَامْرَأَتَانِ.
﴿مِمَّن ترْضونَ من الشُّهَدَاء﴾ وهم أهل الْفضل وَالدّين، قَالَه ابْن عَبَّاس. ﴿أَن تضل إِحْدَاهمَا﴾ أَن تنسى وتغفل إِحْدَاهمَا، وَذَلِكَ بِأَن يغيب حفظهَا عَن الشَّهَادَة، أَو تغيب الشَّهَادَة عَن الْحِفْظ.
﴿فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى﴾ وَذَلِكَ بِأَن تَقول: أَلسنا حَضَرنَا مجْلِس كَذَا؟ ألم نسْمع كَيْت وَكَيْت؟