﴿حرَام لتفتروا على الله الْكَذِب إِن الَّذين يفترون على الله الْكَذِب لَا يفلحون (١١٦) مَتَاع قَلِيل وَلَهُم عَذَاب أَلِيم (١١٧) وعَلى الَّذين هادوا حرمنا مَا قَصَصنَا عَلَيْك من قبل وَمَا ظلمناهم وَلَكِن كَانُوا أنفسهم يظْلمُونَ (١١٨) ثمَّ إِن رَبك للَّذين عمِلُوا السوء بِجَهَالَة ثمَّ تَابُوا من بعد ذَلِك وَأَصْلحُوا إِن رَبك من بعْدهَا لغَفُور رَحِيم (١١٩) إِن﴾ والوصيلة والحام، وَقد كَانُوا يحلونها لقوم، ويحرمونها على قوم. وَقَوله: ﴿لتفتروا على الله الْكَذِب﴾ أَي: لتختلقوا على الله الْكَذِب. وَقَوله: ﴿إِن الَّذين يفترون على الله الْكَذِب لَا يفلحون﴾ أَي: لَا يفوزون.
قَوْله تَعَالَى: ﴿مَتَاع قَلِيل وَلَهُم عَذَاب أَلِيم﴾ أَي: عيشهم فِي الدُّنْيَا مَتَاع قَلِيل، ﴿وَلَهُم عَذَاب أَلِيم﴾ أَي: وجيع.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وعَلى الَّذين هادوا حرمنا مَا قَصَصنَا عَلَيْك من قبل﴾ مَعْنَاهُ: مَا ذكره فِي سُورَة الْأَنْعَام، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: ﴿وعَلى الَّذين هادوا حرمنا كل ذِي ظفر﴾. وَقَوله: ﴿وَمَا ظلمناهم﴾ أَي: مَا نقصنا من حَقهم ﴿وَلَكِن كَانُوا أنفسهم يظْلمُونَ﴾ أَي: هم الَّذين نَقَصُوا من حُقُوقهم.
قَوْله تَعَالَى: ﴿ثمَّ إِن رَبك للَّذين عمِلُوا السوء بِجَهَالَة﴾ قَالَ أهل الْعلم: وكل من عمل بِمَعْصِيَة، فَهُوَ من دَاعِي الْجَهَالَة. وَقَوله: ﴿ثمَّ تَابُوا من بعد ذَلِك وَأَصْلحُوا﴾ شَرط الصّلاح هَاهُنَا، وَمَعْنَاهُ: الاسْتقَامَة على التَّوْبَة. وَقَوله: ﴿إِن رَبك من بعْدهَا لغَفُور رَحِيم﴾ أَي: من بعد الفعلة الَّتِي تَابُوا عَنْهَا.
قَوْله تَعَالَى: ﴿إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة﴾ فِي الْأمة أَقْوَال، أحسن الْأَقَاوِيل مَا حَكَاهُ مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود أَنه الْمعلم للخير، وَهُوَ الَّذِي يقْتَدى بِهِ ويؤتم؛ وَرُوِيَ أَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ بعد موت معَاذ بن جبل: كَانَ معَاذ بن جبل أمة، وَأَرَادَ بِهِ هَذَا الْمَعْنى.
القَوْل الثَّانِي: كَانَ أمة، أَي: إِمَام هدى، وَالْقَوْل الثَّالِث: كَانَ أمة أَي: كَانَ مُؤمنا