﴿يملكُونَ الشَّفَاعَة إِلَّا من اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا (٨٧) وَقَالُوا اتخذ الرَّحْمَن ولدا (٨٨) لقد جئْتُمْ شَيْئا إدا (٨٩) تكَاد السَّمَوَات يتفطرن مِنْهُ وتنشق الأَرْض وتخر الْجبَال هدا (٩٠) أَن دعوا للرحمن ولدا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي للرحمن أَن يتَّخذ ولدا (٩٢) ﴾
قَوْله تَعَالَى: ﴿لَا يملكُونَ الشَّفَاعَة إِلَّا من اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا﴾ قَالَ بعض أهل التَّفْسِير: هَذَا رَاجع إِلَى الْمَلَائِكَة. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ رَاجع إِلَى الْمُؤمنِينَ.
وَقَوله: ﴿إِلَّا من اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا﴾ يَعْنِي: لَا يشفعون إِلَّا لمن اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا، فالعهد هُوَ " لَا إِلَه إِلَّا الله ". وَيُقَال: لَا يشفع إِلَّا من اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا يَعْنِي: لَا يشفع إِلَّا مُؤمن.
وَقَوله تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا اتخذ الرَّحْمَن ولدا لقد جئْتُمْ شَيْئا إدا﴾ أَي: مُنْكرا عَظِيما، (والإد) والاتخاذ إعداد الشَّيْء لأمر فِي الْعَاقِبَة.
قَوْله تَعَالَى: ﴿تكَاد السَّمَوَات يتفطرن مِنْهُ﴾ الانفطار: الانشقاق، وتكاد أَي: تقرب، وَفِي التَّفْسِير: أَن الْكَافرين لما قَالُوا: اتخذ الله ولدا غضِبت السَّمَوَات وَالْأَرْض، وتسعرت جَهَنَّم، فَطلب الْجَمِيع أَن ينتقموا من الْقَائِلين بِهَذَا القَوْل، فَهَذَا معنى الْآيَة.
وَقَوله: ﴿وتنشق الأَرْض﴾ أَي: تخسف بهم، أما الانفطار فِي السَّمَاء فَمَعْنَاه على هَذَا: أَن [تسْقط] عَلَيْهِم.
وَقَوله: ﴿وتخر الْجبَال هدا﴾ أَي: تنكسر انكسارا، وَمَعْنَاهُ على مَا ذكرنَا أَي: تنطبق عَلَيْهِم.
وَقَوله: ﴿أَن دعوا للرحمن ولدا﴾ أَي: حِين دعوا للرحمن ولدا.
وَقَوله: ﴿وَمَا يَنْبَغِي للرحمن أَن يتَّخذ ولدا﴾ قد بَينا.


الصفحة التالية
Icon