( ﴿٣) إِذْ قَالَ يُوسُف لِأَبِيهِ يَا أَبَت إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكبا وَالشَّمْس وَالْقَمَر رَأَيْتهمْ لي ساجدين (٤) قَالَ يَا بني لَا تقصص رُؤْيَاك على إخْوَتك فيكيدوا لَك كيدا إِن﴾
وَقَوله: ﴿بِمَا أَوْحَينَا إِلَيْك هَذَا الْقُرْآن﴾ مَعْنَاهُ: بوحينا إِلَيْك هَذَا الْقُرْآن. وَقَوله: ﴿وَإِن كنت من قبله لمن الغافلين﴾ أَي: لمن الساهين عَن هَذِه الْقِصَّة وَغَيرهَا.
قَوْله تَعَالَى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُف لِأَبِيهِ﴾ مَعْنَاهُ: اذكر إِذْ قَالَ يُوسُف لِأَبِيهِ: ﴿يَا أَبَت﴾ قرىء بقراءتين: " يَا أَبَت " و " يَا أَبَت " بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح؛ أما بِالْكَسْرِ فَالْأَصْل: " يَا أبتي " ثمَّ حذف الْيَاء واجتزىء بالكسرة. وَأما بِالْفَتْح: فَالْأَصْل: " يَا أبتا " ثمَّ أسقط الْألف وَاكْتفى بِالنّصب. قَالَ الْأَعْشَى:
(فيا أبتا لَا تزل عندنَا | فَإنَّا نَخَاف بِأَن نخترم) |
الْجَواب: أَن الله تَعَالَى لما أخبر عَنْهُم بِفعل من يعقل وَهُوَ السُّجُود ألحقهم بِمن يعقل فِي إِعْرَاب الْكَلَام فَقَالَ: ساجدين، وَلم يقل: " ساجدات " بِهَذَا.