﴿أذاقهم مِنْهُ رَحْمَة إِذا فريق مِنْهُم برَبهمْ يشركُونَ (٣٣) ليكفروا بِمَا آتَيْنَاهُم فتمتعوا فَسَوف تعلمُونَ (٣٤) أم أنزلنَا عَلَيْهِم سُلْطَانا فَهُوَ يتَكَلَّم بِمَا كَانُوا يشركُونَ (٣٥) وَإِذا أذقنا النَّاس رَحْمَة فرحوا بهَا وَإِن تصبهم سَيِّئَة بِمَا قدمت أَيْديهم إِذا هم يقنطون﴾ اللُّغَة: الحزب بِمَعْنى النَّاصِر، قَالَ الشَّاعِر: (أم كَيفَ أخنوا وبلال حزبي... ) أَي: ناصري
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَإِذا مس النَّاس ضرّ﴾ أَي: شدَّة.
وَقَوله: ﴿دعوا رَبهم منيبين إِلَيْهِ﴾ أَي: منقلبين إِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ، وَمَعْنَاهُ: أَنهم إِذا وَقَعُوا فِي الشدَّة تركُوا دُعَاء الْأَصْنَام، ودعوا الله وَحده.
وَقَوله: ﴿ثمَّ إِذا أذاقهم مِنْهُ رَحْمَة﴾ أَي: كشف الشدَّة عَنْهُم برحمته.
وَقَوله: ﴿إِذا فريق مِنْهُم برَبهمْ يشركُونَ﴾ أَي: عَادوا إِلَى رَأس شركهم.
قَوْله تَعَالَى: ﴿ليكفروا بِمَا آتَيْنَاهُم﴾ قد بَينا من قبل.
وَقَوله: ﴿فتمتعوا فَسَوف تعلمُونَ﴾ صُورَة أَمر بِمَعْنى التهديد، وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود: " وليتمتعوا فَسَوف يعلمُونَ ".
قَوْله تَعَالَى: ﴿أم أنزلنَا عَلَيْهِم سُلْطَانا﴾ أَي: حجَّة وعذرا، وَيُقَال: أم أنزلنَا عَلَيْهِم سُلْطَانا أَي: كتابا ينْطق بشركهم، وَهَذَا معنى قَوْله تَعَالَى: ﴿فَهُوَ يتَكَلَّم بِمَا كَانُوا بِهِ يشركُونَ﴾.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَإِذا أذقنا النَّاس رَحْمَة﴾ أَي: الخصب وَكَثْرَة الْمَطَر، وَيُقَال: الْأَمْن والعافية.
وَقَوله: ﴿فرحوا بهَا﴾ الْفَرح هَاهُنَا فَرح البطر وَترك الشُّكْر.
وَقَوله: ﴿إِن تصبهم سَيِّئَة﴾ أَي: الجدب وَقلة الْمَطَر، وَيُقَال: الْخَوْف وَالْبَلَاء.