وزروع ونخل طلعها هضيم (١٤٨) وتنحتون من الْجبَال بُيُوتًا فارهين (١٤٩) فَاتَّقُوا الله وأطيعون (١٥٠) وَلَا تطيعوا أَمر المسرفين (١٥١) الَّذين يفسدون فِي الأَرْض وَلَا يصلحون (١٥٢) قَالُوا إِنَّمَا أَنْت من المسحرين (١٥٣) مَا أَنْت إِلَّا بشر مثلنَا فأت بِآيَة إِن كنت من الصَّادِقين (١٥٤) قَالَ هَذِه نَاقَة لَهَا شرب وَلكم شرب يَوْم مَعْلُوم (١٥٥) وَلَا تمسوها بِسوء فيأخذكم عَذَاب يَوْم عَظِيم (١٥٦) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبحُوا نادمين (١٥٧)
﴿قَوْله تَعَالَى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْت من المسحرين﴾ أَي: سحرت مرّة بعد مرّة، وَيُقَال: ﴿من المسحرين﴾ أَي: من الْبشر وَهُوَ الَّذِي لَهُ سحر وَهُوَ الرئة، وَيُقَال: فلَان مسحر أَي: مُعَلل بِالطَّعَامِ وَالشرَاب، قَالَ الشَّاعِر:

(أرانا موضِعين لحتم غيب ونسحر بِالطَّعَامِ (وَالشرَاب))
وَقَالَ آخر:
(فَإِن تسألينا فيمَ نَحن فإننا عصافير من هَذَا الْأَنَام المسحر)
أَي: الْمُعَلل بِالطَّعَامِ وَالشرَاب.
قَوْله تَعَالَى: ﴿مَا أَنْت إِلَّا بشر مثلنَا فأت بِآيَة إِن كنت من الصَّادِقين﴾ قد ذكرنَا أَنهم طلبُوا نَاقَة حَمْرَاء عشراء، تخرج من صَخْرَة وتلد سقيا فِي الْحَال.
قَوْله تَعَالَى: ﴿قَالَ هَذِه نَاقَة لَهَا شرب وَلكم شرب يَوْم مَعْلُوم﴾ فِي الْقِصَّة: أَن النَّاقة كَانَت تشرب مَاء الْبِئْر يَوْمًا فِي أول النَّهَار، وتسقيهم لَبَنًا فِي آخر النَّهَار، وَكَانَ عظم النَّاقة [ميلًا] فِي ميل، وَكَانَت إِذا شربت تُؤثر أضلاع جنبها فِي الْجَبَل.
وَقَوله: ﴿وَلَا تمسوها بِسوء فيأخذكم عَذَاب يَوْم عَظِيم﴾ ظَاهر الْمَعْنى.
قَوْله تَعَالَى: ﴿فَعَقَرُوهَا فَأَصْبحُوا نادمين﴾ وسنبين من عقرهَا فِي سُورَة النَّمْل إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَقَوله: ﴿فَأَخذهُم الْعَذَاب﴾ ظَاهر إِلَى قَوْله تَعَالَى: {إِن أجري إِلَّا على رب


الصفحة التالية
Icon