( {١٨٠) أَوْفوا الْكَيْل وَلَا تَكُونُوا من المخسرين (١٨١) وزنوا بالقسطاس الْمُسْتَقيم (١٨٢) وَلَا تبخسوا النَّاس أشياءهم وَلَا تعثوا فِي الأَرْض مفسدين (١٨٣) وَاتَّقوا الَّذِي خَلقكُم والجبلة الْأَوَّلين (١٤٨) قَالُوا إِنَّمَا أَنْت من المسحرين (١٥٨) وَمَا أَنْت إِلَّا بشر مثلنَا وَإِن نظنك لمن الْكَاذِبين (١٨٦) فأسقط علينا كسفا من السَّمَاء إِن كنت من الصَّادِقين (١٨٧) قَالَ رَبِّي أعلم بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨٨) فَكَذبُوهُ فَأَخذهُم عَذَاب يَوْم الظلة إِنَّه
قَوْله تَعَالَى: ﴿وزنوا بالقسطاس الْمُسْتَقيم﴾ قَالَ الْحسن: القسطاس القبان. وَقيل: كل ميزَان يكون، وَيُقَال: هُوَ الْعدْل.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلَا تبخسوا النَّاس أشياءهم﴾ يَعْنِي: لَا تنقصوا النَّاس حُقُوقهم. وَقَوله: ﴿وَلَا تعثوا فِي الأَرْض مفسدين﴾ أى: لَا تبالغوا فِي الأَرْض بِالْفَسَادِ.
وَقَوله تَعَالَى: ﴿وَاتَّقوا الَّذِي خَلقكُم والجبلة الْأَوَّلين﴾ أَي: خَلقكُم وَخلق الجبلة الْأَوَّلين، والجبلة: الْخَلِيفَة، قَالَ الشَّاعِر:
(وَالْمَوْت أعظم حَادث | فِيمَا يمر على الجبله) |
قَوْله تَعَالَى: ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْت من المسحرين﴾ قد بَينا.
وَقَوله: ﴿وَمَا أَنْت إِلَّا بشر مثلنَا وَإِن نظنك لمن الْكَاذِبين﴾ ظَاهر الْمَعْنى.
قَوْله تَعَالَى: ﴿فأسقط علينا كسفا من السَّمَاء، إِن كنت من الصَّادِقين﴾ وَقُرِئَ: " كسفا " بِفَتْح السِّين، فَأَما قَوْله: " كسفا " بِسُكُون السِّين أَي: جانبا من السَّمَاء، وَأما قَوْله: كسفا أَي: قطعا، وَمَعْنَاهُ: قِطْعَة. قَالَ السّديّ: عذَابا من السَّمَاء.
قَوْله تَعَالَى: ﴿قَالَ رَبِّي أعلم بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ يَعْنِي: هُوَ عَالم بأعمالكم، فَإِن أَرَادَ أَن يبقيكم، وَإِن أَرَادَ أَن يهلككم أهلككم.
قَوْله تَعَالَى: ﴿فَكَذبُوهُ فَأَخذهُم عَذَاب يَوْم الظلة﴾ فِي الْقِصَّة: أَنه أَخذهم حر عَظِيم، فَدَخَلُوا الأسراب تَحت الأَرْض، فَدخل الْحر فِي الأسراب وَأخذ بِأَنْفَاسِهِمْ.