((٤٤} كَالْمهْلِ يغلي فِي الْبُطُون (٤٥) كغلي الْحَمِيم (٤٦) خذوه فاعتلوه إِلَى سَوَاء الْجَحِيم (٤٧) ثمَّ صبوا فَوق رَأسه من عَذَاب الْحَمِيم (٤٨) ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم (٤٩) إِن هَذَا مَا كُنْتُم بِهِ تمترون (٥٠)) جهل فِي قَول أَكثر الْمُفَسّرين، وَقد بَينا معنى الزقوم، وروى أَن الْمُشْركين أَتَوا أَبَا جهل وَقَالُوا لَهُ: إِن مُحَمَّدًا توعدنا بالزقوم، فَهَل تَدْرِي مَا الزقوم؟ فَقَالَ: وَالله إِذا أنزلته غارت، هُوَ الصرفان بالزبد، نوع من التَّمْر الْجيد. وَاعْلَم أَن الزقوم فِي اللُّغَة كل طَعَام يتَنَاوَل على كره شَدِيد. وَقَالَ بَعضهم: إِن الزقوم هُوَ الطَّعَام اللين فِي لِسَان البربر لَا فِي لِسَان الْعَرَب.
وَقَوله: ﴿كَالْمهْلِ﴾ هُوَ عكر الزَّيْت، وَقيل: عكر القطران، وَقيل: الْفضة المذابة.
قَوْله تَعَالَى: ﴿يغلي فِي الْبُطُون كغلي الْحَمِيم﴾ أَي: يغلي الْمهل فِي الْبُطُون، وَقيل: الْقَوْم فِي الْبُطُون، وَهُوَ الْأَصَح.
وَقَوله: ﴿كغلى الْحَمِيم﴾ أى: كغلي المَاء الْحَار الَّذِي انْتهى حره.
قَوْله تَعَالَى: ﴿خذوه فاعتلوه﴾ أَي: جروه، وَقيل: سوقوه بعنف.
وَقَوله: ﴿إِلَى سَوَاء الْجَحِيم﴾ أَي: إِلَى وسط الْجَحِيم.
قَوْله تَعَالَى: ﴿ثمَّ صبوا فَوق رَأسه من عَذَاب الْحَمِيم﴾ فِي التَّفْسِير: أَنه يثقب وسط رَأس أبي جهل وَيصب فِيهِ الْحَمِيم، فَتخرج أمعاؤه من أَسْفَله.
قَوْله تَعَالَى: ﴿ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم﴾ أَي: يُقَال لَهُ: ذُقْ، وَقَوله: ﴿الْعَزِيز الْكَرِيم﴾ أَي: فِي زعمك، وَكَانَ يَقُول: أَنا أعز أهل (الْوَادي) وَأكْرمهمْ. وَيُقَال: إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم أَي: لست بعزيز وَلَا كريم. وَقيل: إِن هَذَا يُقَال على طَرِيق الِاسْتِهْزَاء بِهِ.
قَوْله: ﴿إِن هَذَا مَا كُنْتُم بِهِ تمترون﴾ أَي: تشكون.


الصفحة التالية
Icon