﴿حجتهم إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنْتُم صَادِقين (٢٥) قل الله يُحْيِيكُمْ ثمَّ يميتكم ثمَّ يجمعكم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا ريب فِيهِ وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ (٢٦) وَللَّه ملك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَيَوْم تقوم السَّاعَة يَوْمئِذٍ يخسر المبطلون (٢٧) وَترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إِلَى كتابها الْيَوْم تُجْزونَ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ (٢٨) هَذَا كتَابنَا ينْطق﴾ إِن كُنْتُم صَادِقين) وَقد بَينا قَول أبي جهل فِي هَذَا.
قَوْله تَعَالَى: ﴿قل الله يُحْيِيكُمْ ثمَّ يميتكم ثمَّ يجمعكم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا ريب فِيهِ وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ﴾ أَي: لَا يعلمُونَ الْحق.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَللَّه ملك السَّمَوَات وَالْأَرْض، وَيَوْم تقوم السَّاعَة﴾ أَي: الْقِيَامَة.
وَقَوله: ﴿يَوْمئِذٍ يخسر المبطلون﴾ أَي: يهْلك الْكَافِرُونَ.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَترى كل أمة جاثية﴾ فِيهِ أَقْوَال: أَحدهَا: مستوفزين أَي: جُلُوسًا على الركب، قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ: المستوفز من لَا تصيب الأَرْض مِنْهُ إِلَّا ركبتاه وأطراف أَصَابِعه. وَالْقَوْل الثَّانِي: جاثية أَي: مجتمعة. وَالْقَوْل الثَّالِث: جاثية أَي: خاضعة ذليلة، وَقيل: هُوَ لُغَة قُرَيْش. وَالْقَوْل الأول هُوَ الْمُخْتَار الْمَعْرُوف، وَمِنْه جثا فلَان بَين يَدي القَاضِي ينْتَظر قَضَاءَهُ، وَعَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ: إِن فِي الْقِيَامَة سَاعَة هِيَ عشر سِنِين من سِنِين الدُّنْيَا يخر فِيهَا النَّاس، ويجثون على الركب حَتَّى إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن، وَيَقُول: نَفسِي لَا أَسَالَك إِلَّا نَفسِي. وَيُقَال: ترى كل أمة رَسُول جاثية أَي: كل أحد جاثيا، وَالْأمة تكون بِمَعْنى الْوَاحِد. وَيُقَال مَعْنَاهُ: كل أمة رَسُول جاثية، وَالله اعْلَم.
وَقَوله: ﴿كل أمة تدعى إِلَى كتابها﴾ مَعْنَاهُ: إِلَى قِرَاءَة كتابها.
وَقَوله تَعَالَى: ﴿الْيَوْم تُجْزونَ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ﴾ ظَاهر الْمَعْنى.
قَوْله تَعَالَى: ﴿هَذَا كتَابنَا ينْطق عَلَيْكُم بِالْحَقِّ﴾ أَي: يظْهر مَا عملتم بِالْحَقِّ.


الصفحة التالية
Icon