﴿وتأكلون التراث أكلا لما (١٩) وتحبون المَال حبا جما (٢٠) كلا إِذا دكت الأَرْض دكا دكا (٢١) وَجَاء رَبك وَالْملك صفا صفا (٢٢) وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم يَوْمئِذٍ يتَذَكَّر الْإِنْسَان وأنى لَهُ الذكرى (٢٣) يَقُول يَا لَيْتَني قدمت لحياتي (٢٤) ﴾ على طَعَام الْمِسْكِين " أَي: لَا يحض بَعضهم بَعْضًا.
وَقَوله: ﴿وتأكلون التراث أكلا لما﴾ التراث وَالْوَارِث بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ الْمِيرَاث.
وَقَوله: ﴿أكلا لما﴾ أَي: بخلط الْحَلَال بالحرام.
وَقَالَ مُجَاهِد: ﴿لما﴾ أَي: سفا، فَيجمع الْبَعْض إِلَى الْبَعْض ويسف سفا.
وَقَوله: ﴿وتحبون المَال حبا جما﴾ أَي: كثيرا، وَقُرِئَ بِالتَّاءِ وَالْيَاء، فَمن قَرَأَ بِالْيَاءِ فعلى الْخَبَر، وَمن قَرَأَ بِالتَّاءِ فَهُوَ على الْخطاب.
قَوْله تَعَالَى: ﴿كلا إِذا دكت الأَرْض دكا دكا﴾ أَي: فتت ودقت.
وَقَوله: ﴿وَجَاء رَبك﴾ وَهُوَ من الْمُتَشَابه الَّذِي يُؤمن بِهِ وَلَا يُفَسر، وَقد أول بَعضهم: وَجَاء أَمر رَبك، وَالصَّحِيح مَا ذكرنَا.
وَقَوله: ﴿وَالْملك صفا صفا﴾ أَي: صُفُوفا.
وَقَوله: ﴿وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم﴾ وَفِي بعض الْأَخْبَار عَن النَّبِي: " أَنه يجاء بجهنم مزمومة بسبعين ألف زِمَام، ويقودها الْمَلَائِكَة، فتقام على سَائِر الْعَرْش فَحِينَئِذٍ يجثوا الْأَنْبِيَاء على ركبهمْ، وَيَقُول كل وَاحِد: نَفسِي، نَفسِي ".
وَالْخَبَر غَرِيب، وَهُوَ مَعْرُوف عَن غير الرَّسُول.
قَوْله: ﴿يَوْمئِذٍ يتَذَكَّر الْإِنْسَان وأنى لَهُ الذكرى﴾ أَي: يتعظ، وأنى لَهُ الاتعاظ، أَي: نفع الاتعاظ.
وَقَوله: ﴿يَقُول يَا لَيْتَني قدمت لحياتي﴾ أَي: لآخرتي، وَهُوَ فِي معنى قَوْله: ﴿وَإِن الدَّار الْآخِرَة لهي الْحَيَوَان﴾ أَي الْحَيَاة الدائمة، وَالْمعْنَى هَاهُنَا: لحياتي فِي الْآخِرَة.
وَقَوله: ﴿فَيَوْمئِذٍ لَا يعذب عَذَابه أحد وَلَا يوثق وثَاقه أحد﴾ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْأَشْهر