انتهره النَّبِي - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام - فَقَالَ لَهُ أَبُو جهل: أتنهرني يَا مُحَمَّد، وَمَا بهَا أَكثر نَادِيًا مني؛ أعمر مَجْلِسا وَأكْثر قوما، فَأنْزل الله تَعَالَى: ﴿فَليدع نَادِيَةَ﴾ أَي قومه الَّذِي يتعزز بهم، وهم أهل مَجْلِسه.
وَقَوله: ﴿سَنَدع الزَّبَانِيَة﴾ هم الْمَلَائِكَة الَّذين قَالَ الله تَعَالَى فِي وَصفهم: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَة غِلَاظ شَدَّاد﴾ وَقيل: هم أعوان ملك الْمَوْت.
(وَوَاحِد الزَّبَانِيَة زبنية فِي قَول الْكسَائي زباني، وَعَن بَعضهم: زبان).
وَقَوله: ﴿كلا لَا تطعه واسجد واقترب﴾ أَي: واسجد لله واقترب مِنْهُ بِالطَّاعَةِ، وَقيل: واسجد يَا مُحَمَّد واقترب يَا أَبَا جهل، لترى عُقُوبَة الله وَهُوَ قَول غَرِيب.