﴿ وَلا تَطْرُدِ ﴾ نزلت لما جاء الملأ من قريش فوجدوا عند الرسول ﷺ عماراً وصهيباً وخباباً وابن مسعود رضي الله تعالى عنهم أجميعن فقالوا اطرد عنا موالينا وحلفاءنا، فلعلك إن طردتهم أن نتبعك، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما يصيرون، فَهمَّ الرسول ﷺ بذلك، ونزل في الملأ ﴿ وكذلك فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ﴾ [ الأنعام : ٥٣ ] فاعتذر عمر رضي الله تعالى عنه عن مقالته، فأنزل ﴿ وَإِذَا جَآءَكَ الذين يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأنعام : ٥٤ ]. ﴿ يَدْعُونَ ﴾ الصلوات الخمس، أو ذكر الله تعالى أو عبادته، أو تعلم القرآن. ﴿ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ يريدون طاعته بقصدهم الوجه الذي وجههم إليه، أو يريدونه بدعائهم، وقد يعبّر عن الشيء بالوجه كقولهم :« هذا وجه الصواب ». ﴿ حِسَابِهِم ﴾ حساب عملهم بالثواب والعقاب، وما من حساب عملك عليهم شيء، كل مؤاخذ بحساب عمله دون غيره، أو ما عليك من حساب رزق هم وفقرهم من شيء.


الصفحة التالية
Icon