﴿ بَاعِدْ بَيْنَ أًسْفَارِنَا ﴾ قالوا ذلك ملالاً للنعم كما مَلَّ بنوا إسرائيل المن والسلوى « ح »، أو قالوا لو كانت ثمارنا أبعد مما هي كانت أشهى وأحلى، أو طلبوا الزيادة في عمارتهم حتى تبعد أسفارهم فيها. فيكون ذلك طلباً للكثرة والزيادة ﴿ وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ﴾ بقولهم :﴿ بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا ﴾، أو بالتغيير والتبديل بعد أن كانوا مسلمين « ح » أو بتكذيب ثلاثة عشر نبياً وقالوا لرسلهم لما ابتلوا قد كنا نأبى عليكم وأرضنا عامرة خير أرض فكيف اليوم وأرضنا خراب شر أرض ﴿ أَحَادِيثَ ﴾ يتحدث بما كانوا فيه من نعم وما صاروا إليه من هلاك حتى ضرب بهم المثل فقيل : تفرقوا أيادي سبأ. ﴿ وَمَزَّقْنَاهُمْ ﴾ بالهلاك فصاروا تراباً تذروه الريح، أو مزقوا بالتفرق فلحقت غسان بالشام وخزاعة بمكة والأوس والخزرج بالمدينة والأزد بِعُمان.


الصفحة التالية
Icon