﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ﴾ من الرَّهب وهو الخوف ﴿ ابْتَدَعُوهَا ﴾ لم يفعلها من تقدمهم فأحسنوا بفعلها ولم تكتب عليهم وهي رفض النساء واتخاذ الصوامع، أو لحوقهم بالجبال ولزوم البراري، أو الانقطاع عن الناس تفرداً بالعبادة ﴿ رَأْفَةً ﴾ في قلوبهم بالأمر بها والترغيب فيها، أو بخلقها في قلوبهم ﴿ إِلا ابْتِغَآءَ رِضْوَانِ اللَّهِ ﴾ ابتدعوها طلباً لمرضاة الله ولم تفرض عليهم قبل ذلك ولا بعده، أو تطوعوا بها ثم كتبت بعد ذلك عليهم « ح » ﴿ فَمَا رَعَوْهَا ﴾ بتكذيبهم لمحمد ﷺ، أو بتبديلهم دينهم وتغييرهم له قبل أن يبعث محمد ﷺ، ارتكبت الملوك المحارم بعد عيسى ثلاثمائة سنة فأنكرها عليهم أهل الاستقامة فقتلوهم فقال من بقي منهم لا يسعنا المقام بينهم فاعتزلوا الناس واتخذوا الصوامع.


الصفحة التالية
Icon