٢- تقوى ألأقوياء: هي أن يوجد ألإنسان في نفسه قوة تورثه مناعة روحية وأخلاقية بحيث أنه إذا ما كان في محيط تتوفر فيه موجبات المعصية والإثم حالت تلك القوة الروحية بينه وبين التلوث بالإثم ومنعته من إرتكابها، بل إنه يستطيع أن يمنع آخرين في ذلك الوسط من إرتكاب المعاصي والآثام بالنصح والتوجيه والقدوة الحسنة والتخويف من غضب الله سبحانه.
والتقوى تمثل قوة للفرد والمجتمع حيث تجعل الفرد قوياً في وجه تيار الإنحراف والفساد. إن الكمال في هذا هو أن يستطيع الإنسان تجنب الإثم والمعصية وهو في وسط إجتماعي ملئ بها ولا يتأثر منها، بل يعمل على محاربتها وإصلاحها، هذا هو العمل المطلوب حالياً، وهي تمثل قوة للمجتمع تقيهِ من نشر ألأمراض الإجتماعية الفتاكة التي تعمل ليلاً ونهاراً بلا كلل على هدم المجتمع المسلم الصحيح.
وأعظم التقوى هي تقوى الله في عباد الله في أموالهم ومصالحهم وأعراضهم ودمائهم، فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه (عن أبي هربرة رضي الله عنه ابو داود وابن ماجة )
إن أحد مظاهر التقوى هو ما يتوجب على العلماء المسلمين أن يتقوا الله في المسلمين بتوجيههم إلى أُمور دينهم وسنة نبيهم } - ﷺ - { كما جاءت في القرآن الكريم وصحيح السنة، وإن ما يترتب على ذلك هو أمر جلل وعظيم لإن أكثر ضلال المسلمين وتفرقهم ناتج عن عدم تقوى علماء السوء لله سبحانه في المسلمين، ولست أُريد التوسع في هذا الموضوع لإن أكثر المسلمين يعلمون هذه الحقيقة المرة وخير الكلام ما قَل ودَل.
وأحد مظاهر التقوى المهمة هي كثرة إستغفارالمؤمن لذنوبه التي يرتكبها عن قصد وعن غير قصد.