ومن يتق الله فلا يسمح للأفكار الزائفة، أن تأخذ طريقها إلى عقله، يجعل له الله مخرجاًً من الضياع والحيرة والضلال وخيبة ألأمل. ومن يتق الله فيبرأ من حوله وقوته وعلمه، يجعل الله له مخرجاً مما كلفه به بالمعونة عليه. ومن يتقِ الله فيقف عند حدود الله فلا يقربها ولا يتعداها يجعل الله له مخرجاً من الحرام إلى الحلال ومن الضيق إلى السعة ومن النار إلى الجنة.
ومن يتق الله في كسب الرزق فيتحرى الحلال الذي يرضي الله عز وجل يجعل له مخرجاً من تقتير الرزق بالكفاية ومن إتلاف المال بحفظه ونمائه. ومن يتق الله في إتباع السنة يجعل له مخرجاً من ضلال أهل البدع ونتائج إبتداعهم. ومن يتق الله في إختيار زوجته وفي التعامل معها، يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي. ومن يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم ومن شقائه بشقائهم. ومن يتق الله في إختيار عمله وحسن أدائه يجعل الله له مخرجاً من إخفاقه فيه.
فالتقوى كما يقول الإمام الغزالي ( رحمه الله ) :( نور يقذفه الله في القلب ) وهذا النور هو أساس الرؤية الصحيحة، أساس صحة العمل وصحة العمل أساس سعادة الدارين.
ألا يتمنى أحدنا أن يكون أكرم الناس على الله سبحانه ؟ إذن فليتق الله. قال تعالى :(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ١٣ الحجرات. وقد ورد في الحديث الشريف :
( إذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتق الله، وإذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، وإذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك ).