تجويد القرآن من العلوم التي انفردت بها أمتنا عن سائر الأمم، فلم يعرف الناس علم الصوتيات إلا متأخرا، ولما كان التجويد من العلوم المرتبطة بكتاب الله تعالى ارتباطا كبيرا ظهرت أهمية هذا العلم، ولما كانت ثمرته حفظ اللسان عن الخطأ في نطق كتاب الله تعالى بان عظمة هذا العلم.
التجويد :
لغة : مصدر جود، ومعناه انتهاء الغاية في الاتقان.
اصطلاحا : إعطاء حروف القرآن الكريم حقها من الصفات العارضة والأصلية، ورد كل حرف إلى مخرجه وأصله وإلحاقه بنظيره وشكله، وتمكين النطق به من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف(١).
وعلم التجويد علم قائم على التلقي من أفواه المشايخ المتقنين، فللتلقي في تعلم القرآن وأدائه أهمية كبيرة، وأخذ التجويد عن الشيوخ له طريقان :
الأولى : التلقين وهي أن يسمع الآخذ من الشيخ.
الثانية : العرض : وهي أن يقرأ الآخذ في حضرة الشيخ وهو يسمع ويصحح.
نشأة علم التجويد :
علم التجويد نشأ مع نزول القرآن حيث كان الرسول ﷺ يعلم الصحابة قراءة الآيات كما نزل بها جبريل قال تعالى واصفا القرآن :( قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ) الزمر ٢٨.
أما التأليف في التجويد كعلم فنشأ في حدود القرن الرابع، ومن خلال فهارس المخطوطات، وفهارس الكتب، وكتب التراجم و الطبقات نستخلص أن أول من ألف في علم التجويد كفن مستقل : موسى بن عبيد الله الخاقاني ( ت ٣٢٥) وكتابه القصيدة الخاقانية في ( ٥٢ بيتا ) أولها :
أقول قولا معجبا لأولي الحجر ولا فخر إن الفخر يدعو إلى الكبر
وتلاه علي بن جعفر السعيدي ( ت في حدود ٤١٠) وله : التنبيه على اللحن الجلي والخفي، واختلاف القراء في اللام والنون.
وجاء من بعدهم :
- مكي بن أبي طالب وله الرعاية لتجويد القراءة وهو مطبوع.