ومن أوجه إعجاز القرآن أيضا ما في هذا الكتاب من إخبار عن أمور دقيقة سواء في خلق الإنسان أو في أمور الكون مما لا يطلع عليه الناس في الزمان الأول، ومع ذلك لما اطّلع عليه أهل زماننا وجدوه كما أخبر القرآن، سواء في علم الأجنة أو في علم الفلك أو في غيرها، وبذلك فسر بعضهم قوله تعالى :﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ (١) بمثل ذلك قالوا: ﴿ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ (٢) يعني أن القرآن هو الحق، وبعضهم قال : إن الإسلام هو الحق، وبعضهم فسره بالنبي - ﷺ -.
ومن إعجاز القرآن ما فيه من ترهيب وتخويف وفي نفس الوقت رجاء وترغيب، فقد احتوى القرآن على هذه الأمور المتضادة بطريقة متسقة متناسقة غير متنافرة، ولا نزال نطلع على شيء من إعجاز هذا الكتاب ما بين
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقت وآخر، وحينئذ فعلى الأمة أن تتجه إلى كتاب ربها سبحانه وتعالى وتستلهم منه ما فيه صلاح أحوالها في الدنيا والآخرة.
وخلال الأيام الماضية وُجِد عدد من القصص الغريبة والاكتشافات الغريبة التي اكتشفها علماء مسلمون بناء على نظرهم في القرآن، ومن أمثلة ذلك أنه توصل بعض الباحثين إلى أن هناك مادة تكون في العرق تكون سببا لزوال الماء الأبيض من العين أخذًا من قصة يوسف عليه السلام مع أبيه يعقوب. وقد ذكر بعضهم أن الجراد تبين أنه لا يأكل من التمر، أخذا من قوله سبحانه في سورة (ق) لما ذكر النخل قال :﴿ رِزْقًا لِلْعِبَادِ ﴾ (٣) ولم يقل : رزقا للجراد.
(٢) - سورة فصلت آية : ٥٣.
(٣) - سورة ق آية : ١١.