قال المؤلف بعد ذلك: "الحمد لله" جرت العادة أن الخطب تبدأ بحمد الله تعالى؛ ولذلك كان النبي - ﷺ - يبدأ خطبة الجمعة بالحمد بدون بسملة، وجرت العادة أن المراسلات والكتب تبدأ بالبسملة دون حمد، كما كتب النبي - ﷺ - عددا من الكتب إلى ملوك زمانه، فكان يكتب بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كذا، بدون ذكر الحمد، وأما بالنسبة للمؤلفات والكتب، فإنه يكتنفها جانبان:
الجانب الأول: أنها كتاب، فشرع فيها البداءة بالبسملة الجانب.
الثاني: أنها بمثابة الخطبة والحديث فشرع فيها الحمد، وبذلك نكون نقتدي بكتاب الله - عز وجل - فإن كتاب الله -سبحانه وتعالى- ابتدأ بهما، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، فهنا بدأ بالبسملة، ثم ثنى بالحمد، ما المراد بالحمد؟ الحمد هو الوصف بالفعل الاختياري الجميل باللسان، الوصف باللسان، للفعل الاختياري الجميل، على وجه الاستغراق، الحمد هنا، هل هي عامة أو خاصة؟ فالألف واللام هنا هل هي للاستغراق، بحيث تشمل جميع أنواع المحامد، أو هي عهدية للعهد، كأنه يقول: الحمد الكامل الذي لا يتعريه نقص فهو لله، أما غيره فقد يكون له حمد، لكنه ليس حمدا كاملا.
هذان قولان لأهل العلم: