ننتقل بعد ذلك إلى أدوات القسم، القسم قد يكون بالواو أو كما في قوله سبحانه :﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ ﴾ (١) وهذا أغلب القسم، وهو أكثر ما في القرآن، وقد يكون القسم بالتاء :﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ﴾ (٢) فهنا قُدِّمت التاء، والغالب في التاء أن تكون خاصة بلفظ الجلالة : الله.
ما بقي من أدوات القسم؟ نعم الباء، مثل أيش لو من غير القرآن؟ (بالله) طيب.
وقد يكون القسم أيضا بحذف الأداة، تحذف الأداة، أو تحذف الأداة والمقسم به ويبقى المقسم عليه فقط كما في سورة (التكاثر) ﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ﴾ (٣) قال كثير من العلماء اللام هنا اللام المقارنة لجواب القسم، فهنا ذكر المقسم عليه ولم يذكر أداة القسم ولم يذكر المقسم به ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨) ﴾ (٤).
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومثل قوله سبحانه مِثل ما مثَّل به المؤلف ﴿ * لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ﴾ (٥) فهنا اللام تكون مقارنة لجواب القسم، مما يدل على أن هناك قسما محذوفا.

(١) - سورة الحجر آية : ٩٢.
(٢) - سورة يوسف آية : ٧٣.
(٣) - سورة التكاثر آية : ٦-٧.
(٤) - سورة التكاثر آية : ٨.
(٥) - سورة آل عمران آية : ١٨٦.


الصفحة التالية
Icon