وقد قال طائفة بمنع الكافر من قراءة القرآن؛ إلحاقا عليهما، وقال طائفة بأن الحائض تقرأ إذا خشيت نسيانها، لكن اليوم مع توفر وسائل إبعاد النسيان، كوجود المسجلات التي تسمع منها القرآن، فيبقى القرآن محفوظا لها بمجرد السماع، يكون خوف النسيان حينئذ بعيدا.
أما بالنسبة للكافر فقد قالت طائفة بأنه يمنع من قراءة القرآن؛ قياسا على الجنب والحائض، وقال طائفة بجواز قراءته للقرآن ولا يمنع منه؛ فإن النبي - ﷺ - قد أرسل إلى ملوك زمانه آيات قرآنية، وكان الكفار في ذلك العهد يتناقلون آيات من القرآن، ولم يعرف عن أحد من الصحابة أنه نهاهم.
ويؤخذ من هذا مسألة إلحاق بعض النصارى أبنائهم بمدارس المسلمين، فإن بعض النصارى لما رأى ما عليها مدارس أهل الإسلام من سمت، وما تؤدي إليه من أخلاق فاضلة، ومحافظة على مكارم الأخلاق، أدخل أبناءه في مدارس المسلمين، فمثل هذه المدارس يدرس فيها القرآن، وهذا منسوب إلى النصرانية، فهل يمكن من قراءة القرآن ومن تعلمه؟ مبني على المسألة السابقة، والأظهر جوازه.
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ
قال: والإكثار منها؛ يعني أنه يستحب الإكثار من قراءة القرآن، وقد ورد في الحديث: " أن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ".
قال: وهو أفضل من سائر الذكر؛ يعني أن قراءة القرآن أفضل من باقي أنواع الذكر، فقراءة القرآن نوع من أنواع الذكر لكنها أفضل الذكر؛ لما في الترمذي: " فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه " وبعض أنواع القرآن أفضل من بعض، فسورة الفاتحة وآية الكرسي لهما فضيلة ومزية.